بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
يُعد مفهوم الحرب الإقتصادية من أقدم انواع الحروب الباردة في تأريخ البشرية وتتميز عن غيرها من انواع الحروب والصراعات الأخرى بكونها حرب منظمة وتستمر لفترات طويلة بين عددا من الدول او الكيانات السياسية وقد كانت في الماضي تأتي بطرق عشوائية غير واضحة المعالم وتأتي دائماً تحت مظلة الحروب العسكرية واستعمار دولة لدولة أخرى بقصد نهب الثروات والسيطرة على الموارد الاقتصادية للدولة المحتلة ومع ظهور الثورة الصناعية والتكنلوجية في أوروبا تغيرت كثير من المفاهيم ومن ذلك مفهوم الحرب الإقتصادية التي كانت تقوم على أسس القوة العسكرية والاستعمار والهيمنة المباشرة إلى استبدالها بحركة رؤوس الأموال والإستثمار عبر المؤسسات والشركات واغراق الأسواق بالسلع التجارية وتقديم الخدمات المختلفة وصولاً إلى ماعرف مؤخرا بالعولمة والنظام العالمي الجديد.
وللحرب الإقتصادية خطط سرية واسلحة سياسية ومن ذلك ضرب الحصار وفرض العقوبات الإقتصادية والسياسية والمقاطعة للسلع والمنتجات بمختلف انواعها من قبل الحكومات والمجتمعات وإغلاق منافذ الاستيراد والتصدير واختراق الأسواق عن طريق سياسية الاغراق بالديون والفوائد الربوبية والإحتكار للسلع والبضائع من قبل التجار وافتعال وصناعة الأزمات المالية عبر سحب العملة ونشر الشائعات والعمل على ضرب الإستقرار السياسي وادخال البلد في دائرة الفوضى الشاملة كالأحداث الحاصلة حالياً في اليمن الذي يعيش حرب إقتصادية ضرووس بين المليشيا الإنقلابية الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في صنعاء وبين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في عدن.
الحرب الإقتصادية وتسمى بالحرب الناعمة او الباردة من اشد انواع الحروب ضررا على الدول والشعوب وذلك على المدى الطويل وخصوصا على الدول النامية الضعيفة اقتصادياً التي لا تمتلك أساليب ومقومات مواجهة مثل هذه الحروب ومن ذلك قوة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية وتوفر احتياطي ضخم من الأموال السيادية والعملات الصعبة حتى تتمكن الدولة من الوفاء بإلتزاماتها الداخلية والخارجية إضافة إلى استقرار الأمن الغذائي والاستمرار في الإنتاج بشكل طبيعي وتصدير الفائض إلى الخارج مع وجود المرونة والاستمرارية في إنتاج مختلف انواع السلع لتغطية احتياجات الأسواق المحلية وكذلك لابد من وجود الأسواق الكبرى المتنوعة وامتلاك اسباب القوة الإنتاجية والنمو الإقتصادي وغير ذلك من والوسائل التكنولوجية العصرية التي تعمل على تحقيق النصر في المعركة الإقتصادية.
ويخطئ من يظن ان الحروب الإقتصادية لا علاقة لها بالحروب العسكرية فكل حرب عسكرية يسبقها او يصاحبها حرب إقتصادية بطرق واساليب وخطط سرية او حتى علنية ومن الأمثلة على ذلك حرب العراق الذي اجتمعت فيه جميع انواع الحروب والصراعات السياسية والعسكرية والاقتصادية والطائفية والعرقية وغير ذلك وفي وضع اليمن فقد تعرض اليمن واليمنيون إلى حروب إقتصادية وسياسة منذ سنوات طويلة اخرها ضرب العملة الوطنية وتزييفها من قبل المليشيا الحوثية التي في حقيقتها مجرد أداة من أدوات بعض الدول الإقليمية والعالمية التي تسعى إلى نشر الفوضى الخلاقة والإستحواذ على الثروات وتفكيك الوطن والشعب إلى دويلات وشعوب متناحرة على أسس العرق والمذهب وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد وتمخض عن كل ماسبق ضرب الاقتصاد الوطني وانعدام الأمن والإستقرار وتفشي البطالة بشكل كبير إلى جانب الهجرة والتفكك الأسري وزيادة اعداد الفقراء الذين يصطفون على عتبات المنظمات الإغاثية الإنسانية والمؤسسات الخيرية،
_______________