الصروح العسكرية تنهض مجددا
زين العابدين بن علي
بالأمس احتفل اكثر من ١٠٠ طبيب وطبيبة في العاصمة عدن بتخرجهم من مدرسة الشهيد جندوح، المعنية...
بالأمس احتفل اكثر من ١٠٠ طبيب وطبيبة في العاصمة عدن بتخرجهم من مدرسة الشهيد جندوح، المعنية بتأهيل الكوادر الطبية في القوات المسلحة، احتفال وحدث يشي بأن مرحلة التأهيل، في المؤسسة العسكرية بلغت مستويات متقدمة، وأن معظم المنشآت والمدارس والمعاهد والكليات العسكرية بدأت تسابق الزمن، في تأهيل منتسبي القوات المسلحة وجلّهم قادمون من ساح الوغى، وجبهات الذود عن الوطن والكرامة و الجمهورية.
وقبل هذا بأيام معدودة فقط، كان وزير الدفاع يشهد حفل تخرج الدفعة الثالثة جامعيين في الكلية الحربية، لقرابة ٨٥٠ خريجا من مختلف المحافظات، في حفل وعرض عسكري بدا مهيبا ولافتا، وأعاد للأذهان زمن الكليات العسكرية وجلالة عروضها، ومهابة هندامها وهيبتها ومهابتها.
يومها وقف الفريق الداعري، مخاطبا الخريجين قائلا: الهدف أمامكم واضح لا لبس فيه، هزيمة التمرد المدعوم إيرانيا، وفرض سلطة الدولة على كامل التراب الوطني. عبارة ومضمون يختصر الهدف من إعادة فتح الكليات والمعاهد العسكرية، أمام منتسبي القوات المسلحة من مختلف التشكيلات العسكرية، وكأنه بعبارة أخرى يقول هذه الكليات مشرعة أمامكم لتأهليكم، وتلك الميادين في انتظاركم لمنازلة وهزيمة عدوكم والدفاع عن وطنكم وارضكم وترابكم، ضد جماعات الإرهاب والكهنوت.
والأمر في حقيقته، لم يقتصر على كلية أو معهد أو مدرسة أو منشأة عسكرية، بل توجه عام لدى قيادة وزارة الدفاع، يؤتي ثماره ومخرجاته كل عام، فهنا كلية تستقبل، وهناك معهد يؤهل ويخرج، وثمة مستشفى عسكري، كان عرضة للإهمال والتوقف، أصبح الآن مؤهلا و جاهزا للقيام بخدماته وأدواره. وكل ما اعيد افتتاحه يجري تجويد وتحسين طرق الدراسة والتعليم والعمل فيه وفق أعلى المستويات الحديثة، إذ لا ستعادة حقيقية وناجزة للدولة ومؤسساتها إلا بمؤسسة عسكرية صلبة، في اعلى درجات التأهيل والجاهزية.
ومن هنا صار الأمر توجها محوريا لدى قيادة وزارة الدفاع ممثلة بالفريق الركن محسن الداعري، الذي شهدت الكليات والمعاهد العسكرية منذ تعيينه نقلة نوعية، ونقلها من حافة التوقف والإغلاق التام، إلى حالة الجهوزية القصوى، فالكليات صارت في سباق لا يتوقف مع مختلف المعاهد العسكرية، والكل في حالة استنفار، واستقبال، وتخريج وتأهيل، وكأن البلد في حالة تعاف تام، لا في حرب، وشلل في الإيرادات والموارد، وصعوبات وتحديات أكثر من أن تُعد.
لكن عزيمة الرجل الأول في المؤسسة العسكرية تغلبت على كل العراقيل، عملت وأنجزت، وطبّعت، وأعادت الحياة لكل المنشآت والمرافق العسكرية بهدوء تام، إلا من خلال احتفالات تخريج الضباط عاما بعد آخر، وما كان لها تكون لولا وضوح الهدف والرؤية، في بناء المؤسسة الدفاعية وإرساء مداميكها وفق أسس ومعايير مهنية ووطنية.
إن الإعداد والتأهيل القائم اليوم هو جزء من الاستعداد للمعركة الوجودية الفاصلة بين قوى الجمهورية والمؤسسية والحياة، وبين قوى الرجعية والفوضى والإمامة، إعداد لابد أن يأخذ مداه، فميادين التدريب تقود بالضرورة إلى ميادين القتال، فالعسكرية في جوهرها استعداد وتأهيل وتنظيم، وتخطيط، وهي في مجملها تُغرس وتُدرس، في ساحات الكليات والمعاهد العسكرية، ويبقى الرهان وحده على المؤسسة العسكرية، فلا ملجأ إلا بالجيوش، ولا أمان إلا خلفها.