في الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن نستعيد بطولات وأبطال معركة التحرير

الجنوب الآن-خاص

كانت ليلة الـ27 من رمضان 1436هـ الموافق 14 يونيو 2015م بداية جديدة للمشروع العربي في حربه مع المليشيات الحوثية الإنقلابية، ومفتاح الإنتصارات للشرعية اليمنية، بعد أشهر من الإنقلاب على الدولة وسيطرة المليشيات على محافظات اليمن، بدعم إيراني.

يومها تغيرت المعادلة لصالح الشرعية والتحالف العربي، وأصبح للحكومة عاصمة بفضل بطولات شباب عدن وبإسناد ودعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وتمكنت الشرعية من إيجاد موطئ قدم لها تستطيع من خلاله إدارة المعركة وتحرير باقي المحافظات.

قصة البداية 

بعد إنقلاب مليشيا الحوثي وسييطرتها على العاصمة صنعاء تهاوت المحافظات اليمنية أمام جحافل المليشيات واحدة تلو الأخرى، ولم يواجه الحوثيون أي مقاومة بعد صنعاء، باستثناء محافظات قليلة وكانت عدن في طليعة المحافظات القليلة التي صدت زحف الحوثي، وقاومته بكل بسالة، حيث خرج شباب عدن بقيادة وكيل المحافظة حينها الاستاذ نايف البكري، وجمعوا صفوفهم في الشيخ عثمان والمنصورة والبريقى والتواهي، ومعهم أسلحتهم الشخصية، وتصدوا بكل بسالة للزحوف الحوثية والوحدات العسكرية التي خانت شرفها العسكري وخانت الدولة والوطن.

لم يكن يملك شباب ورجال عدن الكثير من الأسلحة، ولكنهم امتلكوا الإرادة والشجاعة الكافية للوقوف بوجه جماعة انقلبت على الدولة والشرعية، وأدخلت الوطن في أتون حرب ليس لها آخر.

نجحت مليشيات الحوثي في فصل عدن عن محيطها الخارجي في لحج وأبين والضالع ويافع، وحالت بينها وبين أي محاولة لأبناء تلك المحافظات الراغبين في المشاركة في الدفاع عن مدينة عدن، في مسعى منها للإستفراد بأبناء عدن لما عرف عنهم من سلميتهم ونبذهم للعنف، غير أنها تفاجأت بابطال لا يعرفون الإستسلام، وبمقاتلين لا تنقصهم الشجاعة والإقدام رغم شحة الإمكانيات واختلال موازين القوى لصالح مليشيا الحوثي التي قاتلت بسلاح الدولة وبيدها كل إمكانيات الدولة العسكرية والأمنية والإقتصادية والمخابراتية.

معركة التحرير

 

سبق معركة التحرير معارك استنزاف قادها شباب عدن من أبطال المقاومة الجنوبية طوال أكثر من ثلاثة أشهر من القتال والصمود الأسطوري، الذي أنهك المليشيات الحوثية، وأفقدها القدرة على المواجهة والحفاظ على مناطق سيطرتها، وفي المقابل اكتسب المقاتلين في المقاومة الجنوبية خبرة عسكرية ومهارات قتالية برزت في معركة التحرير وغيرت موازين القوى لصالح المدافعين عن عدن من شباب المقاومة الجنوبية.

في صباح الـ27 من رمضان إنطلقت معركة التحرير بدعم وغطاء من التحالف، والتي أطلق عليها معركة "السهم الذهبي" بقيادة العميد عبدالله الصبيحي الذي أوكل له قيادة المعركة، وكان لابطال المقاومة الجنوبية من ابناء عدن بقيادة وكيل المحافظة نايف البكري الدور الأبرز في المعارك على الأرض، وتحرير المناطق وتأمين المؤسسات العامة والخاصة من أي عبث أو نهب، وتمكن أبطال المقاومة الجنوبية من تحرير كامل عدن ودحر المليشيات إلى خارجها.

المسئول الذي لم يخن قسمه

كان لوكيل محافظة عدن حينها الأستاذ نايف البكري دورا بارزا في مواجهة المليشيات الحوثية وتجميع المقاتلين من أبناء عدن، وهو ما دفع برجال المقاومة الى اختياره قائدا للمقاومة الجنوبية، على اعتبار أنه المسئول الوحيد من المسئولين الحكوميين الذي انحاز لخيار الدولة، وثبت بين شعبه وكان وفيا لقسمه وثقة رئيس الجمهورية الذي عينه في هذا المنصب، وكان لهذا الموقف أثره في تعزيز روح القتال لدى سكان عدن وثقتهم بالدولة.

ففي الوقت الذي انقسم فيه المسؤولين الحكوميين بين خائن باع شرفه ومسؤوليته لصالح المليشيات، وبين من اختار الفرار إلى خارج عدن، تاركا المدينة تغرق في وحل المليشيات،... كان الوكيل البكري حينها يحشد المقاتلين وينسق مع رئيس الدولة والتحالف العربي لتوحيد الجهود في سبيل مواجهة المليشيات، والحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها من أي عبث، وكان لهذا الموقف أثره في نيل الرجل ثقة القيادة السياسية والتحالف العربي وهو ما تمثل في تعيينه عقب المعركة محافظا للعاصمة عدن على اعتبار أنه المسؤول الذي صمد ودافع عن المدينة ونال ثقة المواطنين واستحق المنصب بجدارة.