الصراع المناطقي داخل المجلس الانتقالي .. الحقيقة والأسباب

الجنوب الآن-متابعات

ظهرت في الفترة الأخيرة شواهد الصراع الداخلي بين مكونات المجلس الانتقالي واغلبها صراعات ذات طابع مناطقي، تبين في المواجهات الأيام الماضية للسيطرة على معسكر خفر السواحل بالقرب من مطار عدن الدولي.

 

وظهر الطرفان بشكل مناطقي بين الطرف الضالعي المسيطر على المعسكر وطرف يافعي يسعى للسيطرة على نفس المعسكر؛ وتتحدث مصادر مطلعة عن وجود أسباب عديدة لهذا الصراع، ومنها أسباب متعلقة بالتحالف الذي يقف متفرج على ما يحري دون أن يتدخل لإيقاف الصراع.

 

وتكاد تنحصر اطراف الصراع في تيار يافع وبعض المتضررين من ردفان، ويقوده قيادات يافع داخل الانتقالي والتي كانت حتى وقت قريب محسوبة على السلفيين المقربين من الاستخبارات السعودية مثل محسن الوالي، نبيل المشوشي، هدار وناصر الشوحطي، بالإضافة للاستقطاب المناطقي لجلال الربيعي، وصالح السيد أيضا.

 

ويعتبر القيادي في رئاسة الانتقالي عبدالرحمن شيخ اليافعي المحرك والداعم بقوة لهذا التيار إلى جانب الدعم السري من ابو زرعه المحرمي اليافعي، ويعمل هذا التيار بقوة لجعل نفوذ قيادات يافع كبيرا ومسيطرا على مقاليد الأمور كلها في العاصمة عدن بالإضافة إلى عاصمة محافظة لحج الحوطة حتى مصنع الحديد سواء عسكريا او تجاريا واقتصاديا والتركيز على الميناء والمطار والمعسكرات وجميع المرافق الحيوية..

 

وبما في ذلك السعي لتولي قيادة أمن محافظة عدن وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة واعتبار منصب محافظ عدن من حصتهم أيضا، ويرجع تيار يافع أسباب هذا الاستحقاق له باعتبار يافع أكثر تضحية امثال ابو اليمامه وغيره إضافة إلى ما تقدمه يافع في معارك ابين مع قوات الحكومة الشرعية، إلى جانب جهود يافع في دعم أنشطة الانتقالي.

 

ويبدو أن هذا التيار نجح في استمالة أحمد محمود الردفاني ومختار النوبي وعثمان معوضه وكمال الحالمي بل وعبداللطيف السيد أيضا وآخرون من القيادات العسكرية الموالية للانتقالي من ردفان وأبين ممن يرون في تيار الضالع عدوا متغطرطسا لهم ويعتبرونه أكثر خطرا وحقدا عليهم من قوات الشرعية ويتهمونه بعدم القتال في أبين والدفع بيافع وردفان للقتال بينما تيار الضالع منشغل بترتيب وضع قياداته في عدن ويتوسع في عدن على حساب تهميش واقصاء يافع وردفان.

 

تيار الضالع يقوده في عدن مدير مكتب مدير عام شرطة عدن السابق شلال شائع العميد عبد الدائم الضالعي، واوسان العنشلي قائد القوات التي أسماها قوات العاصفة وهي قوات جمعها العام الماضي عقب معارك الانتقالي مع الشرعية في عدن مجبرا بالقوة الكتائب التي كان اسمها الحزم والمهام وكذلك المسماه مكافحة الإرهاب وطرد قائدها يسران المقطري على الانضمام لقوات العاصفة وأصبحت العاصفة هي المتحكمة بكل شيء أمنيا وعسكريا في عدن، بالاضافة الى القادة ابو مهتم الضالعي، وصامد سناح، منيف الزبيدي، وقائد اللواء الأول مشاه جبل حديد العميد البيشي.

 

يحظى هذا التيار بدعم مناطقي آخر يتزعمه قائد المنطقة الرابعة فضل حسن الضالعي، بالاضافة الى اعضاء رئاسة الانتقالي فضل الجعدي، وعبدالسلام حميد وجميعهم ينتمون لمحافظة الضالع؛ ويحسب لهم نجاحهم في استمالة عضوي الرئاسة المنتمين لردفان د.الخبجي، ومراد الحالمي مستفيدين من خلاف الآخرين مع عبدالرحمن شيخ الساعي مع هاني بن بريك للسيطرة على عيدروس الزبيدي والتحكم بقرارات المجلس وحرف مسار قراراته لخدمة نفوذ يافع وحماية مصالحهما التجارية.

 

مصادر مقربة كشفت بأن الصراع المناطقي بين التيارين لم يكن ظاهرا بوضوح قبل التوقيع على اتفاقية الرياض والمواجهات في أبين بل توسعت دائرته منذ سنة بفعل توسع نفوذ المصالح التجارية وصراع الأراضي والاستثمارات الداخلية والخارجية والتي دفعت قيادة التيارين إلى ايجاد نفوذ عسكري قوي لحماية مصالحهم واستمرارها والتركيز على عدن كمركز قيادة ونفوذ لهما، ولقد كانت توجيهات عيدروس الزبيدي لجميع القوات القتالية التابعة للانتقالي بالانضمام مع عتادها وقواتها لاوسان العنشلي واعتباره قائدا للجناح العسكري وتقوية نفوذه في عدن كلها وتسليمه ثلاثين عربه مدرعه حديثه بدعم إماراتي، رغم انه لم يبرز إلا بعد أحداث اغسطس 2019م تلك الإجراءات كانت بمثابة جرس إنذار لتيار يافع بل اول ضربه كانت لمختار النوبي استطاع فيها العنشلي ايقاف نفوذ النوبي في كريتر وطرد قواته واستلام كريتر كلها أعقبها السيطرة على مكافحة الإرهاب والتوسع في جميع مديريات عدن، ولعل أبرز ماكان لافتا في تحركات العنشلي هو أنه مدعوم بنفوذ الامن القومي بواسطة عمار صالح وأخيه طارق صالح، بالإضافة إلى أن جميع من تلقوا تدريبات عسكرية مكثفة في الإمارات تم ضمهم إلى قواته.

 

على الطرف الآخر رد تيار يافع بالتوسع في نفوذ جديد اسمه قوات الاسناد والدعم يقوده محسن الوالي (تاجر ومستثمر اراضي محسوب على السلفيين في الانتقالي) وبه تحاول يافع إيجاد نوع من التوازن إلا انها تواجه منع من تيار الضالع، مؤخرا وباسم قوات الاسناد والدعم خاصة بعد تعيين لملس محافظا لعدن عاد تيار يافع إلى الضغط لتوسيع نفوذه بقرار نقل جلال الربيعي من حزام لحج ليقود حزام عدن وهو ماتم فعلا بعد نقل الربيعي مع قواته وسلاحهم إلى عدن، والشروع في التوسع لاستلام معسكرات في يد قوات تيار الضالع إلا أن الصراع ظهر وبوضوح في المواجهات العسكرية الدامية الأخيرة على معسكر النصر وخفر السواحل بخورمكسر.

 

والصراع كما هو واضح في التراشق الإعلامي المتبادل بين التيارين ينذر بمواجهات أكبر واوسع قد تكون أعنف مما يجري في محافظة أبين بين الشرعية والانتقالي، وقد ظهرت أحاديث ومنشورات لصحفيين ينتمون إلى الضالع ويتهمون قيادات يافعية أمثال عبدالرحمن شيخ اليافعي بالتخطيط لانقلاب في عدن، ولكن هذه الاتهامات جاءت غامضة وتحمل قدرا كبيرا من المغالطة لهذا قام بعضهم بحذف تغريداته من تويتر مثل الصحفي صلاح بن لغبر الذي لفت الانتباه للصراع باعتباره مؤامرة انقلابية من قيادات محسوبة على الانتقالي وتقيم حاليا في الرياض في اتهام لعبدالرحمن شيخ وشخصيات يافعية أخرى.