مرعب.. تعرف على أشد الكوارث في التاريخ التي فتكت بالبشر

الجنوب الآن - متابعات

سلطت صحيفة تركية، الضوء على أكبر الكوارث التي تعرض لها الإنسان، في الوقت الذي ما زال فيه لم ينجح في التصدي لها، رغم القوة التي سخرها للحصول على قوة السلطة.

وذكر معد التقرير في صحيفة "خبر ترك"، محمد شالشكان، أنه من الواضح أن البشرية لم تتطور ولم تتغير، ولم تتقدم أمام مكافحة الأوبئة التي تصيبها.

 

قبل 1500 عام لم يعرف الإنسان التعقيم


وأضافت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه قبل 1500 عام كانت الأوبئة ولم يعرف الإنسان بعد الصابون، ولكن اليوم يوجد مختلف أنواع التطهير، ومع ذلك فإن تفشي الأمراض من وقت لآخر يكلف الكثير من الأرواح.

وأشارت إلى أن الناس كانت تؤمن قبل 1500 عام بأن وجودها مرتبط بعدم وجود الآخرين، وتحارب باستمرار، وفي يومنا الحالي أيضا يحاربون من دون توقف، والمعارك التي تخاض قبل 1500 عام من على الأحصنة، تدار اليوم من على الطاولة.

 

هل يتطور الإنسان؟


وتساءلت الصحيفة: كيف للإنسان أن يتطور مادام يموت بسبب الوباء، ويواصل حروبه؟ وهل يمكن القول إنه يتطور، في ظل اعتقاده الذي لم يتغير بأن سبب وجوده هو غياب الآخرين، ولم يستطع حتى الآن مقاومة تفشي الأمراض؟ 


وتابعت بأن الإنسان توصل إلى معرفة أسرار الانفجار العظيم، وماهية المواد الخام لكوكب يبعد ملايين السنين الضوئية عن كوكب الأرض، ولكنه لم يستطع معرفة مصدر تفشي الفيروس الذي قلب حياتنا رأسا على عقب. 

 



 

وأشارت إلى أنه بدلا من أن يكافح الناس المشاكل الأساسية التي تهدد وجودها، فإنها لا تزال تحارب بعضها البعض (بين الدول- وفي العمل- وفي المنزل- وبين الأصدقاء)، وسط صراعات من أجل الحصول على السلطة. 


وأضافت أن فلسفتنا بالحياة، ما زالت قائمة على أننا سنستمر، مع غياب أو إضعاف الآخرين. 

وأوضحت أن البشرية لم تسخر أدمغتها ومواردها بشكل كاف، في محاربة "الأعداء الحقيقيين" لوجودها، بل كانت الصراعات قائمة من أجل السلطة. 

ولفتت إلى أن الاحتباس الحراري، والعطش، والجوع، والتلوث البيئي، وانتشار الوباء، والجهل، جميعها أعداء حقيقية للإنسان الذي لم يستطع حتى اللحظة التغلب عليها. 

وأشارت إلى أن عمر الكون يبلغ 13.5 مليار سنة، ويبلغ عمر العالم نحو 4.5 مليار سنة، ويبلغ متوسط عمر الرجل 70 عاما.

 

التاريخ "قبل كورونا" و"بعد كورونا"

وأضافت أن فيروس كورونا، أثر على حياة البشر وعاداتهم، ومشاعرهم وأفكارهم، وكشف عن المخاوف ونقاط الضعف. 

وأوضحت، أنه إذا أخذنا بعين الاعتبار تأثير "كورونا" على اقتصاد العالم، والحياة الاجتماعية، فإن التاريخ سيكتب تاريخ البشرية "ما قبل كورونا" و"ما بعد كورونا". 

وتناولت الصحيفة، أهم الكوارث التي أصابت البشر، وأودت بحياة الكثير من الناس، ومنها:

 

طاعون أنتونينوس

 

وظهر في الإمبراطورية الرومانية بين 165 و180، وانتشر بين الجنود العائدين من الحملة الشرقية (في العراق) وأودى الوباء بحياة 5 ملايين شخص (2000 كل يوم)، بينهم الإمبراطور الروماني لوسيوس فيروس، وقد بلغ عدد الوفيات بسبب الوباء 30 في المئة من مواطني الإمبراطورية الرومانية.

 


طاعون جوستنيان 

وكانت مدينة القسطنطينية (إسطنبول اليوم) تعيش أياما وافرة في عهد الإمبراطور الروماني جوستنيان عام 541 م، الذي اتخذ سلسلة من الإجراءات والتدابير لضمان عدم وصول الوباء إلى أراضيه، وتم منع السفن القادمة من أوروبا ومصر من الرسو في الموانئ داخل حدود الإمبراطورية. 

وعلى الرغم من الإجراءات والتدابير التي اتخذت، فقد تفشى الوباء داخل حدود الإمبراطورية، وقام جوستنيان بتطبيق قرار الحجر المنزلي على كامل إمبراطوريته، ومنع الدخول والخروج من وإلى القسطنطينية (إسطنبول اليوم)، وأغلقت جميع أبواب المدينة. 

ولكن، تمكن وباء الطاعون من الدخول إلى المدينة، رغم كافة التدابير، من خلال مواد لم يجر فحصها جلبتها الوحدة العسكرية إلى المدينة، فقد تسربت الفئران التي تحمل الوباء عبر تلك المواد. 

ومع انتشار الوباء بسرعة في المنطقة الواقعة بين جادة المسارح وميناء ثيودوسيوس، حيث يعيش الفقراء في المدينة، فقد بدأ عداد الوفيات يزداد بشكل واسع النطاق، إلى أن شمل ذلك القصر، وتم احتجاز للنبلاء في الحجر الصحي. 

وما لم يعرفوه هو أن حشرة متطايرة تسمى "Xenopsylla" بطول أقل من ملليمتر، مخبأة في ريش الفئران تحمل بكتيريا "Pasteurella pestie" في معدتها، ولم يكن هناك طريقة لمنع انتشار الحشرة، التي تتكاثر بسرعة بين ريش الفئران. 


وحصد الوباء كل من كان أمامه، ولم يفرق بين النبلاء والفقراء، حتى إنه بعد امتلاء المدافن، فقد صار يلقى الموتى في البحر. 

وعلى الرغم من عجز الأطباء، الذين قالوا إنهم لا يستطيعون فعل شيء لمواجهة الفيروس المنتشر، فلم يستطع جوستنيان البقاء مكتوف اليدين، وأراد أن يرى المدينة بأم عينيه كيف أصبحت، ليغادر في ليلة القصر دون إبلاغ أي شخص، وذهب إلى شارع المسارح بالقرب من ميدان سباق الخيل، ليرى أن الشوارع كانت فارغة، ولم يتمكن من رؤية أحد بالطريق. 

وبعد عودته وتغيير ملابسه، تفاجأ الجميع بأن الإمبراطور قد أصيب بالوباء، الذي حصد 230 ألفا من أصل 500 ألف من سكان قسطينيطية.

فيما بلغ عدد الوفيات في العالم ما بين 30 و50 مليون شخص.

 

 

الموت الأسود

 

أدى الوباء الناتج عن بكتيريا "يرسينيا بيستيس"، في جنوب غرب آسيا إلى مقتل 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وانخفض عدد سكان أوروبا إلى الثلث.

وفي عام 1347 انتقل الوباء إلى أوروبا، عندما ألقى المغول الجنود القتلى في المدينة بواسطة المنجنيق خلال حصار مركز التجارة جنوة في شبه جزيرة القرم، وبسبب الفارين من المدينة تفشى الوباء بكافة أنحاء أوروبا.

وتوفي في الوباء الذي يسمى الموت الأسود أو الطاعون الأسود ملك الآرغون بيدرو الرابع وزوجته ليانور وابنة ملك بريطانيا إدوارد الثالث.

وقد نتج عن وباء "الموت الأسود"، ظهور أعمال شغب أدت إلى تغيير الخريطة الديموغرافية في أوروبا، وتغيير التوازنات الاقتصادية مع توقف التجارة، وتولدت بيئة من انعدام الأمن النفسي والخوف، ما أدى لإضعاف العلاقات الاجتماعية، واضطهاد الأجانب الذين اعتبروا السبب في تفشي المرض.

  

جدري الماء

لقد عانى الهنود من الإبادة الجماعية عندما وطئ الأوروبيون أمريكا، وبلغ عدد المجازر بحقهم منذ مذبحة نابيتوجا عام 1539 حتى عام 1911، 113 مذبحة.

ودمر الأوروبيون، إلى جانب مجازرهم مع الهنود في أمريكا، بسبب انتقال "جدري الماء" من أوروبا إلى أمريكا في القرن الخامس عشر.

ونتج عن "جدري الماء"، القضاء على 30 في المئة من سكان أوروبا، وأدى لوفاة نصف الهنود في أمريكا.

 



 

جائحة الحمى النزفية

وانتشرت في ما تعرف بدولة المكسيك اليوم عام 1576م، وكان سببها الجفاف الشديد وغزو الأوروبيين للأمريكيتين، ووفقا للبحوث التي أجريت، فإن حوالي 15 مليون أزتك (المكسيكيين الأصليين) توفوا بسبب الجائحة الناجمة عن بكتيريا "السالمونيلا".

الجدري

وفي عام 1520 أدى تفشي مرض الجدري إلى وفاة 56 مليون شخص، وبعد سنوات من ظهوره أيضا توفي أيضا 20 مليون شخص آخر بسبب إعادة تفشيه.

وفي عام 1796، تمكن الطبيب إدوارد جينر، من إنتاج لقاح ضد الجدري، ما أدى لانتهاء الوفيات الجماعية، ومهد اللقاح لإنتاج لقاحات ضد أمراض أخرى.

الحمى الصفراء

وظهر وباء "الحمى الصفراء"، لأول مرة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا في القرن الثامن عشر، ولا يعرف عدد الأشخاص الذين توفوا نتيجة لتفشي المرض.

وانتشرت "الحمى الصفراء" مرة أخرى في أواخر القرن الثامن عشر، وتوفي فيا ما يقارب الـ100- 150 ألف شخص. أما في إسبانيا في القرن التاسع عشر فقد توفي نحو 300 ألف شخص.

 

 


الكوليرا 

وأدت الكوليرا التي بدأ ظهورها في الهند في القرن التاسع عشر، لتنتشر في أفغانستان وروسيا، ومن ثم أوروبا وأفريقيا وأمريكا، إلى وفاة الملايين من الأشخاص.

 



حمى التيفوس

ومع الحرب العالمية الأولى، التي أدت إلى سقوط الإمبراطوريات، وظهور دول جديدة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وتغيرت حدود الكثير من الدول بسببها، انتشرت حمى "التيفوس" التي أودت بحياة 3 ملايين شخص، بسبب تفشي القمل الذي يحمل بكتيريا التيفوس.

 

 



الإنفلونزا الإسبانية

وظهرت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وأصابت ما يقارب الـ500 مليون شخص، وأدت لمقتل 40- 50 مليون شخص.

 



الإنفلونزا الآسيوية

وتوفي نحو 1.1 مليون شخص في العالم، نتيجة الإنفلونزا الآسيوية، التي بدأ انتشارها من  الصين عام 1957م، وانتقل من طيور البط إلى الإنسان.

 



الإيدز

وعثر في الكونغو عام 1959 على أول مثال لفيروس نقص المناعة البشرية، الذي يبدو أنه انتقل من القرود إلى البشر.

وتوفي ما بين 25 و35 مليون شخص حتى اليوم بسبب الإيدز، الذي تم تشخيصه في أوائل الثمانينيات، ولم يعثر بعد على علاج نهائي له.


إنفلونزا الخنازير

انتشرت إنفلونزا الخنازير، عام 2009، وظهرت في المكسيك، لتنتشر وتصيب أكثر من 800 ألف شخص في 191 دولة.

وتوفي حوالي 8750 شخصا بسبب إنفلونزا الخنازير.

 



فيروس إيبولا

بدأ فيروس إيبولا في قرية صغيرة في غينيا في عام 2014، ومن بين الـ28,600 شخص الذين أصيبوا به، توفي 11325 شخصا بسبب انتشاره في دول مجاورة في غرب أفريقيا.

 



الحرب العالمية الأولى والثانية

وإلى جانب انتشار الأوبئة، أشارت الصحيفة إلى الحرب العالمية الأولى التي أدت إلى مقتل تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني، والحرب العالمية الثانية التي أدت إلى مقتل نحو 73 مليون شخص ما بين مدني وعسكري، من ضمنهم ضحايا القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي.

الحرب الكورية


واستمرت الحرب الكورية ما بين عامي 1950 و1953، وأدت إلى مقتل 545709 أشخاص، كما أنها اكتسبت بعدا دوليا بتدخل الولايات المتحدة وحلفائها والصين.

 



كارثة تشيرنوبل

وكانت حادثة نووية إشعاعية كارثية، وقعت في 26 نيسان/ أبريل 1986 بالمفاعل الرابع في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية بمدينة بريبيات شمال أوكرانيا السوفييتية، وتعد أكثر الكوارث العالمية النووية التي شهدها العالم.

وكان الانفجار أكثر فعالية بـ200 ضعف من القنبلتين الذريتين اللتين أسقطتا على هيروشيما وناغازاكي.

وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، ومقتل 4 آلاف شخص شاركوا في جهود الإنقاذ في عام واحد.

وحتى عام 2004، أصيب 4 آلاف طفل دون سن الثامنة عشرة بسرطان الغدة الدرقية في أوكرانيا وروسيا وبيلاروس، ويقدر العلماء أن ما بين 30 و60 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب أنواع السرطان التي سببتها تشيرنوبل.