ادانة حزبية وغضب شعبي سوداني بعد لقاء جمع رئيس مجلس السيادة بنتنياهو.

متابعة خاصة

كشف رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو عن لقاء جمعه برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان في أوغندا، بدعوة من الرئيس الأوغندي، واتفقا على تطبيع العلاقات بين الجانبين.

وقال نتنياهو عقب اللقاء : "أؤمن بأن السودان تسير في اتجاه جديد وإيجابي"، موضحا أنه عبّر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.

ولاقت الحطوة التطبيعية غضبا واسعا في أوساط الشارع السوداني والعربي، حيث عبر عددا من الرموز والأحزاب السودانية عن رفضهم لهذه الخطوة التي وصفوها بالنكسة والجريمة التي ارتكبها البرهان بحق اعدل القضايا العربية والعالمية "فلسطين".

 

طعنة لفلسطين وتلطيخا لسمعة السودان

 

ووصف حزب المؤتمر الشعبي السوداني، لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بـ"الطعنة" للموقف الشعبي السوداني، المساند للقضية الفلسطينية.

وقال بيان الحزب الذي أسسه السياسي الراحل حسن الترابي: إن اللقاء جاء صادما للموقف " السوداني الشعبي الذي ظل مساندا ومعاضدا للقضية الفلسطينية في وجه الاستيطان الإسرائيلي المحتل".

وأضاف: "جاء هذا اللقاء ليس فقط طعنة لقضية فلسطين، وإنما تلطيخا لسمعة بلادنا العزيرة ومواقفها المشرفة دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وتابع: "وبدلا من دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتفكيك كافة المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس، فإذ باللقاء ينعقد مواصلة لخيوط التآمر ليس فقط على فلسطين، وإنما على أمتنا العربية والإسلامية بأسرها.

وأردف: "المؤتمر الشعبي يعلن رفضه التام والقاطع لهذه الخطوة الذليلة، والمناقضة تماما لموقف الشعب السوداني وقيمه ومبادئه، والذي ظل مساندا ومعاضدا ومؤازرا للقضية الفلسطينية في وجه الكيان الصهيوني الاستيطاني المغتصب والمحتل لفلسطين، ولعهود الحكومات المتعاقبة الثابت في دعم القضية الفلسطينية".

ودعا الحزب مجلس السيادة إلى الإعلان فورا عن تبرئه من هذا الموقف المنافي لوجدان الشعب وكرامته وعزة أهله.

الاجتماع لا يحقق مصلحة وطنية

بدوره، قال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن اجتماع البرهان بنتنياهو "لا يحقق مصلحة وطنية للسودان، ولا مصلحة القضية الفسلطينية".

 

وأوضح المهدي، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء بمدينة الجنينة، غرب البلاد، أن التعامل مع نتنياهو "خط أحمر، لأنه ملاحق جنائياً في بلاده، ويتخذ نهجاً عنصريا في قيادة إسرائيل، على أساس أنها دولة يهودية، ويسعى لتجريد أكثر من مليون فلسطيني من جنسيتهم، فضلا عن اتباعه لسياسة فيها مواجهة ورفض القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، ما يقفل الباب نهائيا أمام السلام العادل في مشكلة الشرق الأوسط"

ماذا جنت دول طبعت العلاقة مع إسرائيل؟

من جهته، قال أسامه توفيق، القيادي بحركة "الإصلاح الآن"، المحسوبة على التيار الإسلامي، إن الحركة ستعقد اجتماعا لتحديد موقف واضح من لقاء البرهان نتنياهو والدعوة للتطبيع مع إسرائيل، مبيناً أنه "شخصيا ضد التطبيع الذي لم تجن منه دول عديدة شيئاً مثل مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان والنيجر".

وأشار توفيق إلى أن اللقاء بيّن بصورة واضحة أن من يحكمون السودان الآن هم العسكر وليس المدنيين داعيا المكون العسكري لاتخاذ موقف لو أن لديه المبادئ الكافية وليس رغبة في الجلوس على كرسي السلطة مهما كان الثمن.

وأوضح أن الحكومة تهرب بمثل تلك الخطوات مما يعانيه الشعب في الخبز والوقود هذه الأيام، وتبحث عن مواضيع لإلهاء الشارع الذي يعجز عن توفير لقمة العيش الشريفة.

فلسطين قضية مركزية ولا مساومة عليها

و قال حزب المؤتمر الوطني (الحاكم السابق)، في بيان: "نرفض وندين ونستنكر ذلك، ونعتبره خروجا على توافق غالبية الشعب السوداني".

واعتبر الحزب في بيانه، اللقاء "طعنة لشعب شقيق بالتزامن مع ما يتعرض له من تآمر بإعلان صفقة القرن التي رفضها الشعب الفلسطيني وكل الدول العربية الأسبوع الماضي".

وأضاف، "القضية الفلسطينية قضية مركزية لأمتنا ومبدئية لشعبنا، وليست موضوعا للمساومة أو المناورة، وقد ظللنا في حزبنا داعمين لحقوق الأخوة الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال".

اللقاء خيانة لنضالات الشعب السوداني

من جهته، قال الحزب الشيوعي السوداني، في بيان أصدره اليوم: إن "اجتماع نتنياهو والبرهان، يأتي كدليل واضح لموقف لا يمت بصلة للعلاقات النضالية التي تربط بين الشعبين السوداني والفلسطيني".

وأضاف: "نعتبر هذا اللقاء طعنة وخيانة لتقاليد ونضالات شعبنا ضد الإمبريالة والصهيونية، وموقفنا الواضح من نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".

سقطة وطنية وأخلاقية


بدوره، قال الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، في بيان، إن "لقاء البرهان بعراب تحالف الصهيونية والليبرالية الجديدة نتنياهو، سقطة وطنية وأخلاقية، وخطأ استراتيجي وانتهاك دستوري، وهدم لثوابت السودان في الوقوف مع الحق السليب".

وأضاف: "لا فائدة مرجوة من هذا اللقاء للشعب السوداني غير الانخراط مع ذيول التبعية والعمالة في المنطقة العربية وإفريقيا".

الوجدان الشعبي لا يمكن ترويضه لصالح التطبيع

من جانب آخر، يرى البروفيسور بكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية، أحمد صباح الخير، أن "تجارب التطبيع في دول عربية أخرى أثبتت بشكل قاطع أن الوجدان الشعبي لا يمكن ترويضه لصالح أي علاقة وتطبيع مع الكيان الصهيوني"، مشيراً بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "السودان هو البلد الوحيد الذي يكتب في جوازه مسموح السفر به لكل البلدان عدا إسرائيل ولن يكون هناك تطبيع على المستوى الثقافي أو الأكاديمي أو الرياضي وكل ما هو بعيد عن السياسة".

ورأى أن "البرهان سيق سوقاً للقاء تحت ضغط أميركي يسعى للمحافظة على مصالح إسرائيل في المنطقة وفي السودان على وجه التحديد ومن أهمها مياه النيل، هذا غير تخوفها من العقيدة الإسلامية في السودان".

أما المحلل السياسي، ياسر عبد الله، فيبدي دهشة من ذهاب حكومة جاءت بها الثورة لتتصالح مع دولة العدو الإسرائيلي التي اغتصبت الأراضي الفلسطينية ومارست انتهاكات كبيرة في مجال حقوق الإنسان في مواجهة الشعب الفلسطيني، مبيناً أن ما قام به البرهان يتنافى تماماً مع مبادئ الثورة وبه خرق للوثيقة الدستورية التي لا تمنح البرهان ومجلس السيادة ككل الإذن بالقيام بتلك الخطوة. وهو تغول يراه أخطر من التطبيع لأنه يمس العمل المؤسسي لهياكل السلطة الانتقالية ويهدد الثورة ككل.


وتظاهر عشرات السودانيين في العاصمة الخرطوم، أمام مقر مجلس الوزراء، بالتزامن مع الاجتماع الذي عقدته لبحث اللقاء، ورفعوا لافتات تندد به، وبالتطبيع مع الاحتلال، وتؤكد على موقف الشعب السوداني من القضية الفلسطينية، ورفض الاحتلال.