تغيير الحوثيين للمناهج وخطر عودة الف عام من حروب اليمنيين مع السلالة
تعرض التعليم في ظل المليشيا الحوثي لأخطر عملية تجريف تهدد حاضر ومستقبل اليمن، فمنذ اجتياح صنعاء سارع...
نقل وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري في غضون عامٍ واحد منذ التعيين، المؤسسة العسكرية الى قلب الفعل الحيوي والنجاح الناجز على صُعدٍ شتى من استعادة لدورها المؤسسي الى لملمة ماتبعثر من جهودها واستعادة مكانتها.
جاء تعيين الفريق الداعري في 28 يونيو/ حزيران،٢٠٢٢م، ايذاناً بمرحلة جديدة كليا من التعافي للمؤسسة العسكرية التي استعادت حضورها المركزي في العاصمة المؤقتة عدن بعد غياب ثلاث سنوات، ومن هناك عادت فاعليتها ومكانتها وجرى تفعيل دوائرها وهيئاتها المختلفة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران.
ومايقتضيه الدور الدستوري للمؤسسة العسكرية كصمام أمان للجمهورية والمكتسبات الوطنية في مسرح عمليات يمثل كل شبر من بلادنا، كان منطلقات الوزير الداعري في نشاطه خلال العام، بإعادة فاعلية الوزارة من العاصمة المؤقتة عدن لتؤدي دورها المنوط وتخدم كل شبر وتستعيد زمام المبادرة في القلب من معركتنا الوطنية والتاريخية التي تعد القوات المسلحة الباسلة رأس حربتها.
العمل الدؤوب والجهود المخلصة التي قادها الوزير الداعري انعكست في العديد من النجاحات ليس بتفعيل دوائر وهيئات وزارة الدفاع من عدن فحسب، وإنما بإنجازات مهمة على صعيد العمل المؤسسي وقطاعات القضاء العسكري والرقابة والتفتيش والشرطة العسكرية والتدريب والتأهيل الى فتح آفاق من التواصل الخارجي من خلال سلسلة من الزيارات المثمرة للعديد من البلدان.
العمل المؤسسي
في رأس أولويات الوزير الداعري تصدرت مهمة تفعيل العمل المؤسسي، في العديد من قطاعات وهيئات ودوائر الوزارة، وكان على قدر عال من المسؤولية في العمل على تخطي كل الصعوبات التي كانت تحول خلال الفترات الماضية دون تفعيل هذه المؤسسات، في مقدمة ذلك إعادة افتتاح الكليات العسكرية ومرافقها المختلفة بما في ذلك الكلية الحربية والبحرية والجوية.
كما توجّت جهود الوزير بتنشيط زيارات واجتماعات العمل للقادة العسكريين في العاصمة المؤقتة عدن وتفعيل هيئات ودوائر الوزارة لتؤدي المهام المنوطة بها بكل انسيابية ونجاح، الى جانب الرقابة والتفتيش وتفعيل عمل اللجان المختصة بذلك بالنزول الميداني للألوية والمحاور وإعطاء صورة واضحة للوزارة بما يمكنها من اتخاذ القرارات السليمة.
وإن التحدي الأبرز هو مهمة توحيد القوات المسلحة في ظل الواقع الذي أفرزته المتغيرات الميدانية التي تعد ضمن تداعيات الحرب التي شنتها ميلشيات الحوثي الإرهابية، وهي المهمة التي قادها الوزير الداعري بحنكة واحترافية عالية وحقق فيها اختراقات مهمة إذا أعاد البوصلة في توحيد وجهة المعركة وجهود كافة التشكيلات في المناطق المحررة نحو عدو واحد هو الميليشيات الحوثية الإرهابية وواصل العمل طبقا لقرار إعادة الهيكلة والدمج للقوات المسلحة على أسس وطنية متينة.
بموازاة ذلك أقر الوزير الدفع بعمل القضاء العسكري وتفعيل المحاكم والنيابات في مختلف المناطق العسكرية، وجرى طبقا لتوجيهاته ترميم مبنى القضاء العسكري وتأهيله بصورة سريعة بما مكّن المحاكم من استئناف أعمالها والنظر في القضايا المرفوعة والمستأنفة للبت فيها.
كما كان للزيارات الميدانية للمحاور والألوية والمناطق العسكرية بالغ الأثر بالارتقاء بالأداء الإداري والميداني وتعزيز روح الانضباط والجاهزية في مختلف الوحدات، حيث نفذ الوزير زيارات عدة شملت محور الغيضة والمناطق العسكرية الأولى والثانية في حضرموت ومحور تعز.
حراك خارجي
في سبيل حشد الدعم الخارجي وخلق تواصل فاعل مع الإقليم والعالم، كرّس الوزير الداعري جهود كبيرة في إعادة بناء العلاقات الخارجية وكسر القطيعة العسكرية بين الجيش اليمني ونظرائه في الدول الشقيقة والصديقة وبناء تصور واضح للآخرين عن مجريات وطبيعة الوضع العسكري وخلفياته وأهمية دعم القوات المسلحة في بلادنا وعقد في سبيل ذلك العديد من الاتفاقيات وبرامج التأهيل والتدريب.
في أوائل ديسمبر من العام الماضي زار الوزير الداعري دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ووقع اتفاقية للتعاون العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب التي جاءت التزامًا من البلدين بمبادئ المساواة والسيادة، وتلبية لرغبة الطرفين بالتعاون المتبادل لما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، تبع ذلك زيارة الى جمهورية السودان الشقيق في الـ 17 من الشهر نفسه يبحث خلالها عدداً من مجالات التعاون والتنسيق المشترك أبرزها في جوانب التأهيل والتدريب لمبتعثي القوات المسلحة اليمنية.
مؤخراً وبعد اندلاع النزاع الدامي في السودان وجه الوزير بإجلاء الطلاب العسكريين في السودان وترتيب أوضاعهم، واستيعابهم في الكليات العسكرية ونقل الخبرات والمعارف والتقاليد العسكرية لطلاب الكليات لتعزيز قدراتهم وصقل مهاراتهم والحصول على مخرجات سليمة تعزز قوة المؤسسة العسكرية وصلابتها.
وفي مطلع مايو من العام الجاري قام الوزير بزيارة عمل رسمية الى جمهورية مصر العربية الشقيقة، وهناك أجرى لقاءات رسمية مع الرئيس السيسي وقادة الجيش وأطلع على مجمع الصناعات وكلية الأركان ومؤسسة التصنيع وأكاديمية ناصر، وهي الزيارة التي تمخض عنها تعزيز التعاون العسكري المثمر والاتفاق على برامج للتدريب والتأهيل لمنتسبي القوات المسلحة.
خلال يوليو 2023 قام الفريق الداعري بزيارة لجمهورية تركيا و التقى وزير نظيره التركي يشار غولر في مدينة اسطنبول لبحث التعاون بين البلدين في جوانب التدريب والتأهيل، وشارك في حفل افتتاح المعرض السادس عشر للصناعات الدفاعية التركية .”IDEF”
وخلال وجوده في العاصمة المؤقتة عدن أجرى الوزير الداعري سلسلة من اللقاءات الرسمية مع العديد من السفراء والملاحق العسكريين، مثل سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، وبمجمل تلك اللقاءات حرص الوزير على نقل الصورة الواضحة على مجريات النشاط الإرهابي للميليشيات الحوثية وتخادمها مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأس ذلك القاعدة وداعش.
وحرص الفريق الداعري على توضيح التداعيات الخطيرة لإستمرار التهديدات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي للملاحة الدولية عبر البحر الأحمر وتجنيدها للأطفال وجرائمها باستهداف المدنيين ومنشآت الطاقة السيادية وتدمير البنية التحتية، واستمرار تفخيخها لمناهج الدراسة وتطييف المجتمع في مناطق سيطرتها والتبعات الخطيرة المترتبة على ذلك على المدى القريب والبعيد.