تغيير الحوثيين للمناهج وخطر عودة الف عام من حروب اليمنيين مع السلالة
تعرض التعليم في ظل المليشيا الحوثي لأخطر عملية تجريف تهدد حاضر ومستقبل اليمن، فمنذ اجتياح صنعاء سارع...
حظي الألماني إلكاي غوندوغان (32 عاماً)، بمسيرة كروية رائعة أجمع خلالها كل من عمل معه على أنه لاعب كرة قدم ذكي وموهوب.
وعاش غوندوغان كثيراً من اللحظات الصعبة التي هددت استمرار مسيرته الكروية، لكن وفي كل مرة كان يتجاوزها ويواصل طريقه المدجج بالألقاب والإنجازات بطريقة مثيرة للإعجاب، فمن هو إلكاي غوندوغان؟
من هو إلكاي غوندوغان نجم برشلونة الجديد؟
وُلد غوندوغان يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1990 في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية لوالدين من أصول تركية وهما عرفان وأيتن، حيث وصلت عائلته إلى ألمانيا بسبب جده الذي ساهم في وصولهم إلى ألمانيا بعدما عمل لفترة في منجم للفحم.
في عمر 9 سنوات فقط انتقل غوندوغان من فريق غيلسنكيرشن هيسلر إلى ناشئي شالكه، وأمضى عدة سنوات متنقلاً بين الفريقين إلى أن ذهب إلى بوخوم في صيف 2005.
بداية مسيرته الاحترافية
بعد 4 سنوات من ذلك بدأ إلكاي مسيرته المهنية الاحترافية بوصوله إلى فريق إف سي نورمبيرغ وذلك في 3 فبراير/شباط 2009، لكن أول مباراة له تأخرت حتى الأيام الأولى من مارس/آذار 2010.
في وقت قصير خطف غوندوغان الأنظار وأسال لُعاب الأندية الكبيرة في ألمانيا وأوروبا، وهو ما اعترف به رئيس نورمبيرغ في ذلك الوقت ديتر هيكينغ، الذي قال: "من الواضح أن لاعباً شاباً مثله يجذب اهتمام أكبر الأندية، لكني أنصحه بعدم الانتقال".
وأضاف هيكينغ: "معنا يمكنه أن يتعلم ويتطور أكثر على أرض الملعب"، وعلى ما يبدو كانت كلمات الرئيس مسموعة عند غوندوغان.
وردّ اللاعب على هذه التصريحات، خاصة بعد وصول عرض له من أحد الأندية مقابل 7 ملايين يورو فقط: "يجب أن أعمل بجد وربما حتى أزيد السعر، أثق بقدراتي، ولدي رغبة كبيرة في أن أستمر بالتعلم هنا".
وزاد: "اللعب هنا (نورمبيرغ) لمدة عام آخر ليس عيباً، قد يكون المال مغرياً، لكن عندما تنتقل لفريق آخر ولا تلعب فلن تستفيد شيئاً، في عمري لا ينبغي أن يكون المال هو الأولوية".
في موسم 2010-2011 أنهى نورمبيرغ مع غوندوغان الدوري الألماني في المركز السادس، وهو ما زاد رغبة الأندية في التعاقد مع اللاعب.
قضى غوندوغان موسمين ونصف الموسم منذ وصوله إلى نورمبيرغ لعب خلالهما 53 مباراة في جميع البطولات، ليسجل 8 أهداف ويقدم لزملائه 5 تمريرات حاسمة.
بوروسيا دورتموند ينقض على غوندوغان
هذه الأرقام أغرت بوروسيا دورتموند بالتعاقد معه وحدث ذلك في صيف عام 2011 وكان غوندوغان في عمر 21 عاماً، واللافت أن بدايته مع شالكه (الغريم التقليدي لأسود الفيستيفال) لم تمنعه من التوقيع له.
وبعد أشهر قليلة من ذلك وبالتحديد في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، التحق اللاعب بصفوف منتخب ألمانيا.
وفي أول مواسمه مع "أسود الفيستيفال" (2011-2012)، تُوج غوندوغان وفريقه بثنائية الدوري الألماني وكأس ألمانيا بقيادة المدرب يورغن كلوب، الذي وجد فيه خير بديل لرحيل نوري شاهين إلى ريال مدريد.
وأشاد كلوب بغوندوغان فقال: "إنه يتمتع بإمكانيات خارقة، إنه ذكي ومستعد للتعلم، يملك إلكاي ذكاءً حاداً في تمرير الكرات، هو لاعب كرة قدم متكامل ويناسب طريقة لعبنا".
وفي الموسم التالي (2012-2013) وصل غوندوغان مع دورتموند إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي كان ألمانياً خالصاً وفيه سجل هدفاً في مرمى مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ، لكن الهولندي أريين روبن منح اللقب للعملاق البافاري بهدف متأخر جاء قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي.
لعنة الإصابة حرمت غوندوغان من كأس العالم واليورو
بعدها تعرّض غوندوغان لإصابة قوية في الظهر غاب على أثرها عن معظم منافسات موسم 2013-2014، إضافة إلى منافسات كأس العالم 2014 في البرازيل، امتدت إلى 14 شهراً.
وقال اللاعب عن تلك المعاناة: "لفترة طويلة لم أرغب في إجراء عملية جراحية، لأن جراحة العمود الفقري بالنسبة للاعب كرة القدم على وجه الخصوص ليست سهلة، وبالطبع إنها خطيرة".
وأضاف: "كنت خائفاً جداً، ولم أكن أعرف ما إذا كنت سأتمكن من لعب كرة القدم مرة أخرى".
لكن ومن حسن حظ غوندوغان فقد عاد إلى الملاعب لارتداء قميص بوروسيا دورتموند مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وأدى بطريقة رائعة كأنه لم يغب تلك الفترة الطويلة عن الملاعب.
وعاد سوء الحظ ليلازم غوندوغان فتعرّض لخلع في الركبة خلال حصة تدريبية مع دورتموند، وذلك في أبريل/نيسان 2016، حرمته من المشاركة مع منتخب ألمانيا في نهائيات كأس أوروبا (يورو 2016).
في المجمل استمرت تجربة غوندوغان مع بوروسيا دورتموند لخمسة مواسم، لعب فيها نجم خط الوسط 157 مباراة بجميع البطولات، سجل 15 هدفاً، إضافة إلى 20 تمريرة حاسمة، كما استقرت بطولاته عند 4 ألقاب (الدوري الألماني، كأس السوبر الألماني مرتين، كأس ألمانيا).
انتقاله إلى مانشستر سيتي
بعد هذه المواسم الخمسة وصل غوندوغان إلى مانشستر سيتي وبالتحديد في صيف عام 2016، ليكون أول صفقة يبرمها المدرب الإسباني بيب غوارديولا بعد وصوله لإنجلترا، وانتظر مرور خمس جولات فقط على بداية الدوري الإنجليزي ليبصم على أول أهدافه مع "السيتزنس" وجاء في شباك بورنموث يوم 17 سبتمبر/أيلول 2016.
وأُصيب غوندوغان بخيبة أمل كبيرة بعد ستة أشهر من انتقاله للفريق السماوي، إذ تعرض لإصابة خطيرة في الركبة بمباراة واتفورد، أبعدته عن الملاعب عدة أشهر، لكنه وبعد عودته في موسم 2017-2018، كان أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في تتويج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي، وفق الموقع الرسمي للنادي.
كان غوندوغان دائماً لاعباً محورياً في تشكيلة غوارديولا كما أكد الموقع الرسمي لـ"السيتزنس" الذي كتب عنه أيضاً: "هو لاعب ذكي، مؤثر، ومتعدد الاستخدامات".
ساهم غوندوغان بشكل فعال في تحقيق كثير من البطولات، خاصة لقب البريميرليغ في موسمي 2021-2022 و2022-2023، حيث سجل هدف التتويج في الأول وأحرز عدة أهداف في الجولات الأخيرة من الثاني كانت حاسمة للغاية، كما حمل شارة القيادة فيه.
واستمر كرم غوندوغان في نهاية موسم 2022-،2023 إذ تكفل بنفسه بمنح مانشستر سيتي لقب كأس الاتحاد الإنجليزي بإحرازه هدفي فريقه في مرمى مانشستر يونايتد؛ أحدهما كان الأسرع في تاريخ البطولة والذي جاء بعد 12 ثانية فقط من البداية، ليلعب دوراً بارزاً في تحقيق "السيتزنس" الثلاثية التاريخية، على اعتبار فوزه لاحقاً في النهائي بدوري الأبطال على إنتر بنتيجة 1-صفر.
إنجازات غوندوغان مع مانشستر سيتي
خلال سبعة مواسم بقميص "السيتزنس" وصلت حصيلة غوندوغان من الألقاب إلى 14 هي: الدوري الإنجليزي الممتاز (5)، كأس الاتحاد الإنجليزي (2)، كأس رابطة الأندية الإنجليزي المحترفة (4)، كأس الدرع الخيرية "السوبر الإنجليزي" (2)، ودوري أبطال أوروبا (1).
ولعل أهم هذه الإنجازات هو فوزه بالثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا) في موسم 2022-2023.
ولعب غوندوغان أكثر من 300 مباراة (304) مع الفريق السماوي، وصلت فيها مساهماته من الأهداف إلى 100 بالتمام والكمال (سجل 60 وصنع 40).
لماذا أراد برشلونة غوندوغان؟
كان موسم 2022-2023 هو الأخير لغوندوغان مع مانشستر سيتي بموجب العقد الذي ينتهي يوم 30 يونيو/حزيران 2023.
ومع بلوغه عامه الثاني والثلاثين رأي مانشستر سيتي أن تمديد العقد لمدة موسم واحد هو الخيار الأنسب له، وهو ما لم يُرض غوندوغان، الذي قرر من جهته الاكتفاء بمواسمه السبعة مع "السيتزنس".
وقرر غوندوغان الانتقال إلى برشلونة، وعن ذلك قال غوارديدولا: "إذا وقّع لبرشلونة فإن الفريق سيحصل على لاعب رائع للغاية، أنا أعلم أن تشافي (مدرب الفريق) اتصل به كثيراً، إذا اختار برشلونة في النهاية فسأخبره بأنه يستمتع بتجربته الجديدة".
مسيرة غوندوغان مع منتخب ألمانيا
يمكن القول إن مسيرة غوندوغان مع "المانشفت" ليست بالتميز نفسه الذي عرفه على صعيد الأندية، إذ لم يحقق معه نجاحات لافتة، وعانى من الإصابات التي أبعدته عن بطولات مهمة شارك فيها المنتخب الألماني.
ظهر غوندوغان مع منتخب ألمانيا لأول مرة ضد بلجيكا يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا (يورو 2012) وانتهت بفوز الألمان 3-1.
كان اسم غوندوغان في قائمة "المانشافت" في يورو 2012 لكنه لم يخض أي دقيقة، فيما حرمته الإصابة من التواجد في مونديال البرازيل 2014 ويورو 2016 في فرنسا.
لكن اللاعب ظهر في كأس العالم 2018 في روسيا و2022 في قطر، وفي كلتا المرتين ودّع "المانشافت" المونديال من مرحلة المجموعات، فيما أُقصي منتخب بلاده من الدور ثمن النهائي في يورو 2020 بالخسارة من إنجلترا صفر-2.
في المجمل لعب غوندوغان بقميص منتخب ألمانيا في 67 مباراة سجل خلالها 7 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة.
من هي زوجة غوندوغان؟
في عام 2022 تزوج غوندوغان بسارة عرفاوي، وهي تملك الجنسية الإيطالية، لكنها تنحدر من أصول تونسية، وولدت في فرنسا 16 يوليو/تموز 1995، وبعدها انتقل والدها للعيش في إيطاليا، حيث أمضت معظم حياتها هناك، وقد أنجبا طفلهما الأول في مارس/آذار الماضي.
ويبدو أن سارة كان لها دور كبي في قراره تفضيل عرض برشلونة، رغم سعي أندية أخرى بينها سعودية للتعاقد معه، علاوة على محاولات السيتي لتجديد عقده، وذكرت صحيفة marca الإسبانية، أن الثنائي حرصا على اختيار كتالونيا للاستمتاع بحياة هادئة ومريحة.
مقرب من الرئيس أردوغان
رغم أن إلكاي مولود في ألمانيا، فإنه متمسك بجذوره التركية، إذ يحرص على زيارة مسقط رأس والده باستمرار، ولم يخف دعمه للرئيس رجب طيب أردوغان، وهو ما فتح عليه باب الانتقادات من وسائل الإعلام الألمانية، على غرار مواطنه وزميله السابق مسعود أوزيل.
والتقى غوندوغان وأوزيل مع الرئيس أردوغان قبل انطلاق مونديال روسيا 2018، والتقطا الصور معه ليواجها حملة انتقادات حادة بألمانيا، في ظل حقيقة أنهما ينحدران من أصول تركية.
وردّ غوندوغان على حملة الانتقادات، قائلاً إن الصور مع أردوغان لم تكن تحمل أي أهداف أو رسائل سياسية.
أعمال إنسانية ومساعدة اللاجئين
في بداية عام 2021 بدأ غوندوغان نشاطاته في دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة.
ففي يناير/كانون الثاني من ذلك العام شارك اللاعب في تمويل وجمع التبرعات من أجل مساعدة اللاجئين الذين يواجهون طقس الشتاء القاسي في دول الشرق الأوسط.
كما دعم حملة التبرعات من أجل توفير المنح الدراسية للاجئين، وتكفل بتعليم أحدهم في أوغندا وفق تأكيدات الموقع الرسمي لمفوضية الأمم المتحدة.
وأولى غوندوغان أهمية خاصة لضرورة حصول اللاجئين حول العالم على حقهم في التعليم، فقال: "في الوقت الحالي هناك 3% فقط من اللاجئين الشباب ممن سنحت لهم فرصة التعليم العالي".
وأضاف: "من الصعب على الإنسان أن يفقد منزله وأن يهرب من مكان سكنه بسبب الصراعات أو الحروب أو الاضطهاد ولا يأخذ حقه في التعليم أيضاً، هذه معاناة إضافية".