بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
في آخر تصريح له كان يعي ما يقول وزير الدفاع الفريق الركن، محسن الداعري، "قادرون على تحرير صنعاء ولن نخضع لابتزاز الحوثي"
تصريح صادر من منطلق الثقة والقوة، ومن واقع ما تزخر بها وتمتلئ ميدان التأهيل والتدريب، والإعداد، والتأهب، ورفع أقصى درجات الجاهزية إلى أعلى مستوياتها، بعد أن مضت الأمور كما يرام، واطمئن القائد بنفسه على استواء البناء، وتمام الاستعداد، و جهوزية الردع والإيلام متى ما تطلبت الضرورة.
هذا التأكيد على أن اليد ما تزال قابضة على الزناد، وأن القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها المدربة والمؤهلة وبغرفة عملياتها الموحدة، قادرة على لي ذراع هذا البعبع والذراع الإيرانية، وتخليص اليمن، وتحييد هذه العصابة من مغامراتها في شريان الملاحة الدولية.
لعل هذا التصريح يأخذ بعدا استراتيجيا ومهما من واقع مرور عام على شهود القوات المسلحة اليمنية أكبر عملية بناء وتأهيل وتأسيس وصقل وتدريب، وترتيب وتنظيم أوضاع الجبهات والمناطق والمحاور، والوقوف على أبرز الاشكالات، وفتح أبواب الكليات والمعاهد أمام افراد القوات المسلحة، حراك وإيقاع مؤسسي وعسكري، هو الأول منذ بدء الحرب.
معطيات ونتائج ما كان لها أن تحدث كل هذا الأثر، لولا وجود قيادة يقظة ونشطة تتحلى بمسؤولية عالية وواصلت الليل بالنهار لتصل بقواتها إلى هذا المستوى من الجاهزية العالية، في إدراك واستقراء، بأن القوات والتشكيلات الموجودة إذا ما أخذت حقها من البناء والتأهيل، وأصيب عوامل الانقسام، فإنها قادرة على القيام بمهامها كاملة أو منقوصة اليوم أو غدا.
وبمعنى آخر فإن تكريس كل جهود البناء والاعداد وحشد واستجلاب الدعم، والوقوف على مكامن الترهل ونقاط الضعف، ومعالجة أو جه القصور والاختلالات القاتلة، وايجاد مؤسسات و صروح عسكرية لرفد القوات بدماء وكوادر مؤهلة، وغير ذلك من المساعي، التي لا تعني سوء الاستعداد، لما يستجد من موقف، وفرض خيار وواقع جديد ومغاير.
قد يأتي مشكك ليقلل من حجم ونجاعة ما أنجز، متعللا بأنه لم تندلع حربا حتى تجلى الأمور، لكن الحقيقة أن عملية البناء والاستعداد بوتيرة عالية للحرب، في ظل واقع ومتغيرات وتراكمات جديدة، لهو أكثر صعوبة واستحالة، لكن ماحدث، هو تجهيز وترتيب القوات، كما لو أنها قد بدأت بشن حرب موحدة، بعد أن كانت تقاتل منفردة، أي أن ما جرى هو بناء لمواجهة الخطر الماثل، وللمستقبل كيفما كان شكله وملامحه بوجود قوات مدربة، وبعقيدة وقيادة واحدة وموحدة.
ما يستشف ويبنى عليها بأن القوات المسلحة اليمنية قد نهضت وبدأت بالتجاسر والتعافي والوقوف على قدميها، وأن المؤسسة الدفاعية قد عادت من جديد، وأن كل الجهود الحثيثة قد أينعت ثمارها، وأن أولى ركائز الدولة وعودة واستعادة البلدان قد أصبحت مهيئة وجاهزة لتنفيذ كل المهام.