بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
بعيداً عن الأضواء ثمة رجل دولة حقيقي ومحترم يعمل بكل تفانٍ وصمت ويصنع الفرق بحياة كل من رمت بهم الصدفة في طريقه إذ يتمتع بإنسانية فريدة، لم تكبله مهام منصبه الرفيع في المؤسسة العسكرية عن الانغراس في هموم الناس والإسهام في التخفيف من معاناتهم في تجسيد حيّ لمقولة الغيث الذي أينما وقع نفع وهي القيمة الحقيقية للإنسان في حياته وبعد موته.
ومع اني لا احبذ الكتابة عن الاشخاص لكن المواقف قد تجبرك على ذلك، وهذه الكلمات ليست إطرائة عابرة عن العميد الخضر مزمبر مدير دائرة شؤون الأفراد في وزارة الدفاع، إنما خلاصة شهادات لكل من عرف هذا الرجل المعطاء عن قرب وكم هي القصص التي حضر فيها الخضر بشهامة اليمني الأصيل، المسؤول المدرك لمعنى المسؤولية وازاح عنهم صعوبة الطريق مسانداً وداعماً مخلصاً وكريماً.
في حديثي معه امس الأول وجدته حزينا متعبا حيث كان عائدا لتوه من التربة في تعز، فسألته عن اسباب حزنه وذهابه إلى هناك، فتحدث بألم جم عن أحد جنوده الذي عاد من دفنه للتو وكأنه واحد من ابنائه، مسهباً في الحديث عنه باعجاب" لقد كان الجندي نزار نعمان – رحمه الله أحد مؤسسي العمل عندي في دائرة شؤون الأفراد بوزارة الدفاع التي انطلقت بالتوازي مع معارك التحرير في محافظة مأرب عام 2015، ويتمتع بالموهبة والذكاء وبذل جهوداً كبيرة في المهمة رغم الأوضاع الصعبة وأسهم في إنجاز نظاماً الكترونياً والبصمة والبطاقة العسكرية"
كان العميد الخضر يتابع جهوده باكبار وهو القائد الذي يتعامل مع من يرأسهم بأبوية وحب جم، وفي 2019 أضطر العميد الخضر للمغادرة الى السودان للدراسة، فيما تواصل معه في تلك الأثناء الراحل نزار وطلب مساعدته في الالتحاق بجامعة في روسيا، لم يتردد العميد الخضر للحظة عن طلب نزار وقام بالفعل بمساعدته وتسفيره للدراسة في روسيا في نفس العام بمجهوده الذاتي وعلى نفقته الشخصية، كانت مدة الدراسة المفترضة 5 سنوات لكن أقدار الله كانت سابقة إذ توفي نزار مؤخراً بحادث مروري مؤسف بينما كان لايفصله عن تخرجه إلا القليل، حزن الخضر بشدة لهذا الخبر الجلل وأصر على إعادته الى أهله ودفنه في مسقط رأسه، ليكمل مهمته النبيلة وعرفانه النادر، رغم الاوضاع الصعبة وبعد المسافات، وكذلك فعل.
قصة نزار مع العميد الإنسان الخضر ماهي الا واحدة من قصص كثر وقف الرجل الى جانبهم وأعانهم على مواجهة الحياة وصعوبات الواقع، ففي الفترة التي قضاها في السودان يقول الطلاب اليمنيون هناك بأنه كان وطناً آخر لهم، فكان لايتأخر بمساندتهم ودعمهم بشتى الطرق وبمختلف الاحتياجات دون النظر الى لقب احدهم او منطقته او رتبته، وهو المنحدر من محافظة أبين العطاء، فيتمتع بذات انسانية أصيلة وروح وطنية عالية تنتمى لليمن الكبيير، متحررة من المناطقية والعصبية والولاءات الضيقة، فالتحية له ولأمثاله من القادة.