بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
ﻟﻴﻠﺔ ﺭﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ، ﺑﻼ ﻫﺎﺗﻒ ، ﺑﻼ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ، ﺑﻼ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ، ﺑﻼ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ ، ﺑﻼ ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ، ﺑﻼ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ..
ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻟﻠﻮﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻦ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺑﺼﺮﻩ ؟ .
ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻀﺖ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﻣﻮﺣﺸﺔ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻧﻨﻲ ﻋﺪﺕُ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺒﻀﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﺳﺤﻴﻖ ﺧﻴﻞ ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﻧﺰﻱ ؟؟.
ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺎﺕ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ، ﺷﻘﻴﻘﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻠﺪﻩ ﺃﻣُّﻚ ، ﻭﻟﺪﻙ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ، ﺃﻫﻠﻚ ، ﻓﺮﺣﻚ ، ﺣﺰﻧﻚ ، ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﺣﺎﻓﻈﺔ ﺃﺳﺮﺍﺭﻙ ﻭﺻﻮﺭﻙ ﻭﺩﻳﻮﻧﻚ ، ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ، ﻋﻤﻠﻚ ، ﺣﻀﻮﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﺍﺣﻼﻣﻚ ، ﺣﻨﻴﻨﻚ ﻭﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻚ ﻭﻭﻭﻭﺍﻟﺦ .
ﺇﻧَّﻪ ﻭﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻋﺎﻟﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺎﺋﻨًﺎ ﺣﻴًﺎ ﺑﺪﻭﻧﻪ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺍﻟﻌﺘﻴﺪ ﻫﻮ ﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﺩﻋﻚ ﻋﻨﺪ ﻧﻮﻣﻚ ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻈﻚ ﻭﻳﺼﺎﻓﺤﻚ ﻣﺒﺸﺮًﺍ ﺑﻴﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ .
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﺪﺕ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻓﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺣﺰﻧﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ؟ ﻛﺄﻧَّﻨﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﺷﺨﺼًﺎ ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻭﻗﺮﻳﺒًﺎ ، ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺡ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻓﺮﻏﻢ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻟﻲ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺒﺮﻉ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷﻏﻸ ﺛﻤﻨًﺎ ، ﺇﻟَّﺎ ﺃﻥ ﻣﺄﺳﺎﺗﻲ ﻇﻠﺖ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ .
ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺰﺍﺡ ﻋﻨﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﻟﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﻠﻐﻨﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻟﺪﻳﻪ ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺋﻌﻪ ﻗﺪ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻋﻦ ﺑﻴﻌﻪ ﺃﻭ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺒﻴﻌﻪ ﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ..
ﺗﻜﺮﺭﺕ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻗﻞ ﻭﻃﺄﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ، ﺇﺫ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﻣﺠﺒﺮًﺍ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺳﻔﺮﻱ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻛﻲ ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ..
ﺃﺻﺪﻗﻜﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺘﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ، ﻓﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ﻣﻀﺖ ﺭﺗﻴﺒﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ، ﻛﺄﻧَّﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﺮ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ ، ﻭﻛﺄﻥَّ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﺬﻑ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﺎﻫﻖ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻧﻜﺮﺓ، ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻲ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ ، ﺑﻼ ﻃﻌﻢ ، ﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ ..
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﻣﻮﻟﻌًﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻟﺤﺪ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺒﺪ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﺃﺳﻴﺮًﺍ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ .
ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺣﺒﻴﺐ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔ ، ﻧﻌﻢ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻛﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺮﺕ ﻣﺪﻣﻨًﺎ ﻣﻮﻟﻌًﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﻟﻲ ﻭﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻭ ﺣﻠﻠﺖ ؟ .
ﻟﻘﺪ ﺻﺮﺕ ﻭﺃﻳﺎﻩ ﺷﺨﺼًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨَّﺎ ﺑﻮﺟﻬﻴﻦ ﻭﻧﺒﻀﻴﻦ ﻭﺫﺍﻛﺮﺗﻴﻦ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﻓﻘﺪًﺍ ، ﻓﻴﻜﻔﻴﻜﻢ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻭﻃﻨﻜﻢ ..