بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
في مثل هذا اليوم اقول وبألم ان ثلاثة عقود مرت و اكثر لكنها اوجعتنا وادمت قلوبنا واحزنتنا، خلفت وراؤها عشرات النساء الثكالى ومئات الاطفال اليتامى والامهات المكلومات ولامس الحزن القلوب وافقد البعض صوابه.
ثلاثة عقود مرت و اكثر.. الرجال صاروا كهولا و الاولاد صاروا شبابا يافعين وخريجين جامعيين بل ورجالا فاعلين و مؤثرين في اسرهم والمجتمع، والفتيات صرن امهات رائعات وجدات جلّدتْهُن الاحداث والمحن وقوت من عزيمتهن ومنحتهن قوة وصبرا وحكمة، وهن يصارعن الحياة من اجل حياة اولادهن واحفادهن.
ثلاثة عقود مرت و اكثر.. شهدنا خلالها احداثا، ربما لم تكن لتحدث لولا ذلك اليوم الدامي الذي مازالت ذاكرته تضرب في اوصال المجتمع والبعض يتغذى منها حتى يومنا رغم سفر الزمن.
في هذا اليوم هل لنا ان نسأل الماضي ان يترجل بعيدا عنا ونقول له كفى سيطرة وتحكما في حاضرنا و هل نستطيع ان نوقف اجتراره و ان نرفض ذلك الشعور الغاضب الذي استقر في عمق اعماقنا ونال من بعضنا كما نهل منه بعض ابنائنا بعفوية و ترك ندوبا في قلوبهم وعقولهم لم يستطيعوا تجاوزها حتى اللحظة.
هل نستطيع جميعا وقد عركتنا المحن وما عانيناه منذ ثلاثة عقود ان نتأمل ما حولنا ونعلم ان الزمن ايضا نال منا واننا نحن الاحياء دفعنا فاتورة باهظة ثمن ذلك اليوم الاسود.
الا نستحق نحن وابنائنا ان نعيش حياة امنة مستقرة كريمة؟
الا نستحق ان نعيش حياة بعيدة عن الصراع الدامي؟
الا يحق لنا ان نتطلع نحو العالم الذي حولنا ونطمح ان نعيش حياة الامن والاستقرار مثلهم؟ ونحن قادرون وقوتنا معنا وتكمن فينا، فنحن اولي بأس ونخوة وشجاعة واستبسال وصبر يضاهي صبر الانبياء.
هل نستطيع ان نذهب الى التسامح والتصالح بعقول عظيمة ونفوس معطاءة وحكمة راسخة بان الحرب والاقتتال ممهور بالعداوة والبغضاء وعادة الثأر التي تبرأ الاسلام منها؟
هل نستطيع ان نتجاوز الماضي بالتسامح والتصالح الذي افقدنا الابتسامة الحقيقية وافقدنا الفرح وافقدنا التعايش والود الحقيقي والصادق بين الاخوة؟
هل سوف نظل نبحث في عتمة الخصومة ونظل نظهر بعكس ما نبطن ونتحدث عن التصالح والتسامح وعقولنا وقلوبنا غلف؟ ام انه قد آن الأوان للتسامح والتصالح الحقيقي الذي يجعلنا نفتح ابوابا ننطلق منها الى بدايات حقيقية في استعادة الحياة الامنة المستقرة، الحياة التي افتقدناها منذ ثلاثة عقود واكثر ونستعيد بها هدوء النفس وسكينتها وان نقبل نحو الحياة .. نحو بناء الوطن والانسان وتعود الينا البسمة والبهجة وتشرئب رؤوسنا عاليا ونحن نتباهى باننا تخلصنا من احدى النتائج السيئة التي اضرتنا و علقت بتاريخنا الحديث ونأخذ منها درسا نضعه نصب اعيننا في الحاضر والمستقبل.
هل نستطيع فعل ذلك؟؟