بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻠﻮﻥ ﺿﻌﻔﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﺓ ، ﻛﻤﺎ ﻭﻳﺘﻐﻠﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻛﺒﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ .
ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻴﺲ ﺍﺳﻤًﺎ ﻭﻻ ﺭﺗﺒﺔ ﻭﻻ ﺟﺎﻫًﺎ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ . ﺑﻬﺬﻩ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﻟﻼﻣﺘﺜﺎﻝ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻥ ﻃﺎﻝ ﺃﻣﺪﻩ ، ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺩﺍﺋﺐ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ .
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻻﻥ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ " ﻧﻴﻠﺴﻮﻥ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ " ﺇﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺳﺠﻨﻪ ﻳﻮﻡ ١١ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ١٩٩٠ﻡ ﻭﺑﻌﺪ ٢٧ ﻋﺎﻣًﺎ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺘﻪ ؛ ﻛﻲ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ؛ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺑﻘﺖ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺣﻨﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ، ﻛﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﺗُﺼﻘﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﺎﺟﺢ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻩ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﻛﻠﻔﺔ ﻭﻋﻨﺎﺀ .
ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻤﺎﻳﺰ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻩ ﺃﻭ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭﻧﺰﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺻﺎﺋﺒًﺎ ﻭﻣﻨﻄﻘﻴًﺎ ﻭﻋﺎﺩﻟًﺎ ، ﻓﻼ ﻣﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻭﻟﻐﻴﺮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .
ﻧﻌﻢ ، ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ﺃﻥ ﻳﺨﺴﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻪ ، ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺘﻄﺎﻉ ﻭﺑﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺣﺮﺓ ﻭﻧﺰﻳﻬﺔ ﻳﻮﻡ ٢٧ ﺍﺑﺮﻳﻞ ١٩٩٤ﻡ ؛ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃُﻧﺘُﺨﺐ ﻭﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻛﺎﺳﺤﺔ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .
ﻓﻸﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺣﻘًﺎ ﻭﺻﻮﺗًﺎ ﻭﺳﻠﻄﺔ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻴﻔﺖ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ .
ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺳﺒﻘﻮﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﻴﺮ ﻏﺎﻧﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺃﺳﻤﺎﻫﺎ " ﺳﺎﺗﻴﺎ ﺟﺮﺍﻫﺎ " ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ، ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﻤﺆﺍﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻭﺻﻒ ﺑﻌﺾ ﺭﻓﺎﻗﻪ ، ﻗﺪﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎﻡ ١٩٤٨ﻡ .
ﻧﻌﻢ ، ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ﺃﻭ ﻏﺎﻧﺪﻱ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻨُﺒﻞ ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ، ﻓﺄﻛﺒﺮ ﺁﻓﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﻫﻲ ﻓﻘﺮﻫﺎ ﻟﻠﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻵﻥ : ﺍﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺑﻠﺪ ﻣﺘﻌﺜﺮﺓ ﻭﻏﺎﺭﻗﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﻃﺎﺭﺋﻮﻥ ﻭﻓﺎﺳﺪﻭﻥ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ؟ .