إلى دجاجِلة الجالية اليمنية في ولاية ميشيغان
مهيب نصر
إن التديُّن الفارغ في ولاية ميشيغان يقود الجالية اليمنية إلى هدم الضروريات الخمس التي أتى الإسلام لل...
في قرية جبل السبل الهادئة، حيث تتناثر البيوت الطينية ذات الأسطح المربعة بين مساحات شاسعة من الطبيعة الخلابة،حيث يختلط عبير الازهار مع رائحة الطين الطازجة ، عاش خالد، شاب ذو طموحات واسعة. القرية كانت محاطة بجمال الجبال مكتسية بألوان الطبيعة المتجددة، حيث كان الأطفال يلعبون في برك الطين ويقطفون ثمار التين الشوكي. رغم بساطة الحياة في هذا المكان، كانت عائلة خالد تعيش في سعادة وبساطة، مليئة بالحب والترابط العميق.
خالد كان يحلم بشيء أكبر، وكان يقضي لياليه مستلقياً على العشب، يتأمل النجوم ويحلم بحياة مختلفة
عندما أتيحت له الفرصة للدراسة في المدينة الكبرى عدن ، كانت تلك نقطة التحول الحاسمة في حياته.
المدينة، بصخبها وضوضائها، كانت بمثابة عالم جديد تمامًا بالنسبة له. وسط عمائر تريد أن تكون ناطحات السحاب وأضواء المدينة الساطعة، شعر وكأنه عصفور صغير في قفص ضخم. وعلى الرغم من صعوبات التكيف، كانت عزيمته قوية، مما دفعه للاستمرار والتغلب على التحديات.
في أول يوم له في الجامعة، كان خالد غارقاً في القلق والتوتر. المدينة كانت دائمة الحركة، وكل شيء حوله بدا معقدًا ومخيفًا. ومع ذلك، بمرور الوقت، بدأ خالد يتأقلم مع الحياة الجامعية، وكون مجموعة من الأصدقاء، وبدأ يتعلم كيفية التعامل مع التحديات. لكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما التقى بوصال.
وصال، التي جاءت من خلفية مرفهة، كانت تجسد الحياة الراقية التي كان خالد يتوق إليها. من اللحظة التي التقيا فيها، شعر خالد بشيء مختلف. جمال وصال وسحرها في أنفها المدبب من الجانبين وعيونها العسيلة المائلة للسواد الفاتنة جعل قلبه ينبض بشدة، ومع كل لقاء بينهما، أصبح أكثر انجذابًا إلى شخصيتها ومعتقداتها. بدأت العلاقة بينهما تنمو، وتعمق كل منهما في فهم الآخر.
بينما كان خالد يواجه صراعًا داخليًا بين حنينه إلى قريته القديمة وطموحاته في المدينة، كانت وصال تشعر بجذب روحي تجاهه. رغم حياتها المرفهة، وجدت في بساطة خالد شيئًا صادقًا وجميلاً، يملأ فراغًا عميقًا في حياتها. ومع مرور الوقت، أدركت وصال أن خالد يجسد ما كان ينقصها، مما جعلها تشعر بالاتصال الحقيقي.
في يوم مميز، قررت وصال أن تأخذ خالد إلى مزرعة في أرياف عدن. كان هذا اليوم فرصة لخالد للتواصل مع جذوره، ولوصال لتكتشف جانبًا جديدًا من الحياة. تأملا المناظر الطبيعية وتحدثا عن أحلامهما، وأصبح هذا اليوم نقطة تحول في علاقتهما، حيث بدأ كل منهما يفهم الآخر بشكل أعمق.
مع تطور علاقتهما، واجه خالد ووصال تحديات كبيرة. كان خالد يواجه ضغطًا من عائلته التي كانت تخشى أن يبتعد عن جذوره، بينما كانت وصال تعاني من ضغوط عائلتها وأصدقائها بشأن علاقتها بخالد، صراع ثقافي بين العائلات في القرية والمدينة لتقرير مصير حياة ليست حياتهم على مر الزمان .
ثم جاءت الأزمة الكبرى عندما مرضت والدة خالد فجأة واحتاجت إلى عملية جراحية. في تلك اللحظات الصعبة، وقفت وصال بجانب خالد، تقدم له الدعم والمساندة في وقت الحاجة.
عندما عاد خالد إلى المدينة بعد الأزمة، كان لديه رؤية جديدة لحياته. قرر أن يواصل تحقيق أحلامه، مع الحفاظ على اتصال قوي بعائلته وجذوره. كانت وصال معه في كل خطوة، تدعمه وتشجعه. بدأ خالد مشروعًا صغيرًا يهدف إلى مساعدة الشباب الريفي في تحقيق طموحاتهم في المدينة، وفي الوقت نفسه، وجدت وصال في هذا التعاون فرصة لدمج طموحاتها مع دعم خالد.
أثمرت جهودهم المشتركة نجاحًا كبيرًا، وأصبحوا مثالًا للشراكة الفعالة والملهمة. وفي النهاية، كان خالد ووصال يجلسان معًا على شرفتهم، يتأملان الرحلة التي خاضاها معًا. كانت لديهما رؤية واضحة لمستقبل مليء بالأمل والفرص، وكانوا على استعداد لمواجهة أي تحديات قد تعترض طريقهما. شعرا بالرضا والاكتمال، وكانا جاهزين لكتابة فصول جديدة في قصة حياتهما المشتركة.
وضاح ناصر .