ماهي ركائز مجلس القيادة الرئاسي التي تمكنه من تجاوز الفشل ؟

صفحة الكاتب

تواجه الدولة اليمنية تحديات جسام ، تضع قيادات مجلس القيادة أمام خيارات محددة وعاجلة للتعامل مع هذه التحديات التي أدخلت الشعب اليمني في نفق مظلم معبأ بالألم والإحباط واليأس والفشل في توحيد المجلس وتوحيد قراره ، فاليمنيون بحاجة إلى إعادة تصحيح أوضاعهم قبل أي شيء ، ومن يفعل غير ذلك ، فهو يحاول الهروب من الواقع المتشظي والركون إلى المكتسبات الميليشاوية على حساب الدولة اليمنية والشعب المطحون ، فالانشغال عن أولوية استعادة الدولة واللجوء إلى اهتمامات جانبية ، يعد جريمة كبرى بحق اليمن واليمنيين .

 

فمجلس القيادة يحتاج إلى التحرك بجدية ووضع خيارات قادرة على مواجهة الأزمة التي فرضت على اليمن ولن يستطيع المجلس القيام باستعادة الدولة مالم يتجاوز انقسامه العمودي والأفقي ، الذي أفقده القدرة على إدارة القرار الوطني الموحد في الداخل والخارج ، فتركيبة المجلس المتناقضة جعلته اسما بلا معنى ، فكل واحد داخل المجلس يمارس الزعامة الميليشاوية على أساس التبعية الإقليمية من منطلق مناطقي يستنزف الشرعية ويضحي بقرارها .

 

إن وحدة القرار الوطني أمر مصيري ، لا يجب الاستمرار بقيادة المجلس بدون هذه الوحدة ، لأن وحدة المجلس ستؤدي إلى وحدة المؤسسات الوطنية سواء الحكومة أو البرلمان وستعزز وحدة الصف الوطني الذي بدوره سيقود إلى وحدة المشروع الوطني وسيخرج الشرعية من حالة التخبط السياسي التي تمر بها بسبب تعدد القيادات .

 

فمنذ أكثر من ١٠٠ يوم مرت على إنشاء المجلس وهو مازال يجسد حالة العجز والفشل ، رغم ما يسوقه البعض من عواطف عن الإنجازات ، ولكي لا يضيع الوقت من بين أيدي اليمنيين ويمضي المخطط الأمريكي البريطاني بالتعاون مع إيران ، يجب تصحيح ازدواجية القرار داخل المجلس وهو مطلب ملح وأولوية لا تسبقها أولوية أخرى وسيظل المجلس يستثمر في الفشل وتستمر عصابة الحوثي تستثمر في معاناة شعبنا .

 

يجب أن يسارع المجلس إلى بناء مؤسساته الداخلية والخارجية وتوحيد قراره ومشروع استعادة الدولة ، وعلى النخب اليمنية بمختلف مكوناتها من أكاديميين وإعلاميين ومثقفين أن يقوموا بواجباتهم بالضغط على المجلس لكي يحقق مشروع الدولة .

 

ولست بحاجة للقول إن أكبر جريمة يعاني منها الشعب اليمني هي ازدواجية تصور الحل للأزمة اليمنية ، فالشرعية المتحالفة مع السعودية والإمارات تتبنى رأيا والانتقالي المتحالف مع الإمارات يتبنى رأيا آخر مخالف لرأي الشرعية ، وهذا يؤكد أن السعودية والإمارات تلعبان دورا مزدوجا ضاهره استعادة الدولة وباطنه تمزيقها ، هذا الازدواج عكس نفسه على تركيبة المجلس ، مما أضر بالقضية اليمنية ومزق الجغرافيا ، وبالتالي ، فإن توحيد القرار داخل مجلس القيادة سيعود بالشرعية اليمنية إلى مربعها الأول وسيجبر عصابة الحوثي والعالم على إعادة النظر من جديد في شرعية اليمنيين ودولتهم .

مقالات الكاتب