إلى أي مدى يمكن أن تمضي أمريكا في حربها مع الحوثيين وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ 

الجنوب الآن- خاص

مع اشتداد القصف الأمريكي للمحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، كثر الحديث عن سيناريوهات المعركة، وبرزت تساؤلات عن إمكانية شن عملية برية تقضي على سلطة الحوثي التي استعصت على التحالف العربي والقوات المحلية على مدى 10 سنوات، أم أن الولايات المتحدة ستكتفي بعملية جوية تضعف قدرات الحوثيين دون أن تتورط في معركة برية قد يغرق الجيش الأمريكي فيها. 

 

 

وينشغل المراقبون بقراءة مآلات المعركة والسيناريوهات المتوقعة، في ظل غياب الخطة الواضحة لهذه الحرب، والحقيقة أن المعركة معقدة، وجغرافيا تلك المناطق لا تدعم الغزو من الخارج، إلى جانب نرجسية الرئيس الأمريكي وعدم أمكانية توقع قراراته. 

 

وقبل أن نخوض في سيناريوهات المعركة نشير، إلى أنه لا يوجد تأكيد أمريكي حتى الآن بشن عملية برية ضد الحوثيين... بل على العكس فكثير من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي، أكدوا أن العملية العسكرية في اليمن تهدف لإضعاف قدرات الحوثي ومنعه من استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسفن التجارة الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، وأنهم غير معنيين بتغيير النظام أو تغيير خارطة السيطرة، وما يتم تداوله بهذا الخصوص مجرد أخبار يروج لها نشطاء التواصل الاجتماعي. 

 

وعن مآلات هذه العملية الأمريكية والخيارات التي قد تذهب إليها الإدارة الأمريكية،... بحسب قراءتي المتواضع فالمعركة قد تذهب إلى أحد خمسة سيناريوهات متوقعة. 

 

السيناريو الأول الضربات الجوية والضغط الاقتصادي

 

بحيث تكتفي الولايات المتحدة بالضربات الجوية لإضعاف قدرات الجماعة، بالتوازي مع العقوبات الاقتصادية، وإجبارهم على إيقاف استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة وسفن الملاحة الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو الأرجح. 

 

 

السيناريو الثاني الغزو البري

 

ويتمثل بإنزال قوات أمريكية على الأرض لاحتلال المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والقضاء على سلطتهم، وهو خيار مستبعد لما يترتب عليه من خسائر في صفوف الجنود الأمريكيين، إلى جانب صعوبة التضاريس اليمنية واستحالة الحسم في هذه المحافظات بقوات من خارجها. 

 

السيناريو الثالث عودة التحالف للحرب

 

عودة الحرب بقيادة السعودية والإمارات وهو مستبعد أيضا لحسابات مرتبطة بهواجس الدولتين من تحول أراضيهن لأهداف للمسيرات والصواريخ الحوثية، والتجربة المريرة في عاصفة الحزم التي لم تنجز طوال 10 سنوات غير العاصمة عدن وأجزاء من لحج ومدينة المخاء وبعض مديريات شبوة. 

 

السيناريو الرابع دعم القوات المحلية

 

دعم القوات المنضوية تحت مظلة مجلس القيادة لخوض المعركة بغطاء جوي أمريكي، بحيث تتحرك كل الجبهات في مارب وتعز والضالع والحديدة والبيضاء بشكل متزامن، وبغرفة عمليات واحدة، وهذا السيناريو تواجهه إشكاليات عدة، لعل أبرزها غياب الانسجام بين هذه القوات، وحضور الحسابات السياسية لكل منها، إلى جانب تحفظ أمريكي على حزب الإصلاح ذي المرجعية الإسلامية، والذي يتمتع بعلاقة تحالف مع الخصم اللدود للإدارة الأمريكية المتمثل بالصين، وغياب الرؤية السياسية لدى مجلس القيادة ومكوناته ليمن ما بعد الحوثي. 

 

 

السيناريو الخامس طارق والعمالقة

 

دعم قوات طارق صالح وألوية العمالقة التابعة للإمارات للسيطرة على محافظة الحديدة وميناءها وهذا سيناريو متوقع.

 

 

وعلى أرض الواقع تبدو المواجهة المباشرة مع جماعة الحوثي صعبة جدا في ظل عدم وجود قرار أمريكي واضح بالقضاء على الجماعة وإسقاط سلطتها في هذه المحافظات، إلى جانب تمسك السعودية بالتفاهمات الموقعة مع الحوثيين، وغياب الانسجام بين مكونات مجلس القيادة واستشراء الفساد وتصاعد الصراع بين المؤسسات الحكومية التابعة للمجلس.