شؤون إقتصادية
ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺑﺎﻟﺴﺎﻟﺐ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ؟
ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ، ﺧﻼﻝ ﺗﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ، ﻭﺳﺠﻠﺖ ﺳﺎﻟﺐ 37 ﺩﻭﻻﺭﺍ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ .
ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻵﺟﻠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺃﻳﺎﺭ / ﻣﺎﻳﻮ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻊ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﻣﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻡ .. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ؟ ﻟﻌﺒﺖ ﺁﻟﻴﺔ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻵﺟﻠﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻵﺟﻠﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺗﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻵﺟﻠﺔ ﻟﻠﺨﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻫﻮ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻋﻘﻮﺩ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺷﻌﺮ ﺃﻳﺎﺭ / ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻏﺪًﺍ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﻗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺗﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ، ﻭﺑﺪﺀ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺩ ﺷﻬﺮ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ / ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﻴﻦ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺨﻠﺺ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﻳﺎﺭ / ﻣﺎﻳﻮ، ﻫﻲ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ، ﻭﺍﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ، ﺃﻭ ﺗﺨﺰﻳﻨﻪ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ .
ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ 48 ﺩﻭﻻﺭﺍ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ 20 ﻭ 22 ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ ﺃﻱ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺃﺯﻣﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺳﺘﻜﺒﺪﻫﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ .
ﻭﺣﻮﻝ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﻳﺶ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻧﺸﺮﻩ " ﻋﺮﺑﻲ "21، ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻭﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ "ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ" ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻄﻞ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻋﺎﻳﺶ : " ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﺽ 7 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻌﻠﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺍﺳﺘﺪﺍﻧﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋُﻤﺎﻥ ﺧﻔﺾ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻮﺍﻗﻊ 1.3 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﻦ ﻳُﻘﺮﺿﻪ 640 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ .. ﻭﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺩﺧﺎﺭﺍﺗﻬﺎ (ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ) وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻔﻈﺔ ."
ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ "ﻛﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ" ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ ﻟﺘﺘﻔﺎﻗﻢ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻫﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، ﻣﺴﺘﻄﺮﺩﺍ : " ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ."