تقارير
اللواء العكيمي محافظ بعقلية شيخ...ما علاقته بالسعودية وأطماعها بمخزون الجوف النفطي؟..خاص
يتصرف محافظ محافظة الجوف كـ حاكم أوحد للمحافظة وقبائلها، ولا يقبل لأي مسؤول ممارسة مهامة إلا في إطار الدئرة التي يسمح له هو بممارستها، فهو محافظ الجوف وقائد المحور وقائد لواء النصر وشيخ مشائخ الجوف ورئيس تحالف قبائل بكيل ومدير المدرسة الوحيدة في عاصمة المحافظة، وحاول أكثر من مرة استلام مهام قائد المنطقة العسكرية السادسة لكنه لم يتمكن من ذلك نتيجة معارضة الرئيس هادي ونائبه.
بعد سيطرة الحوثيون على محافظة الجوف عام 2015م اصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بتعيين اللواء أمين الوائلي قائدا للمنطقة السادسة التي تتوزع دائرة مهامها العسكرية في محافظة الجوف وعمران وصعدة، وهو ما لم يرضي الشيخ القبلي الذي يرى في الجوف ملك له ولقبائل بكيل التي ينتمي لها، ولذلك سعى لإعاقة عمل القائد العسكري القادم من قبائل وائلة بذمار، والذي يملك خبرة عسكرية كبيرة، ونزاهة مشهودة من قبل الجميع،.. ووضع العراقيل في طريقه وطريق الوحدات العسكرية التابعة للجيش، لصالح تقوية المجموعات القبلية المسلحة، التي أنشأها تحت مسمى "المقاومة الشعبية"، ومارس ضغوطا كبيرة على الشرعية عبر السعودية لإقالة الوائلي، وكان له ما أراد، إلا ان المفاجأة كانت في تعيين قائدا آخر هو اللواء هاشم الأحمر الذي يعد من اكبر خصوم الشيخ البكيلي، فكان أن قام المحافظ العكيمي بمنع الأحمر من دخول الجوف لممارسة مهامه، وقام بإثارة قبائل الجوف المنتمية لبكيل للحيلولة دون وصول قائد عسكري ينتمي لحاشد الى قيادة المنطقة السادسة.
ماذا وراء تقدم مقاتلي الحوثي وسيطرتهم على أجزاء من الجوف
يرى مراقبون أن تقدم مقاتلي الحوثي في الجوف ناتج عن الخلاف الدائر بين المحافظ العكيمي وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء هاشم الأحمر، وهو ما احدث ضعف في صفوف القوات التابعة للشرعية، الى جانب أن العكيمي يرغب في إقالة اللواء الأحمر ولو جاء هذا الأمر من خلال تقدم محدود لمقاتلي الحوثي، يستطيع من خلاله إظهار الأحمر بمظهر العاجز عن الاحتفاظ بالمناطق التي تحت سيطرة قواته، وبالتالي يمتلك الحجة لمطالبة الشرعية بإقالة الأحمر وتعيين قائد عسكري آخر من قبائل بكيل ومن الموالين للعكيمي.
وبعد تقدم مقاتلي الحوثي وسيطرتهم على أجزاء من محافظة الجوف شرع نشطاء ومشائخ قبليين موالين للشيخ العكيمي في الهجوم على هاشم الأحمر (الذي لم يتمكن من الوصول إلى قيادة المنطقة نتيجة منعه من قبل العكيمي)، وتحميله مسؤولية تراجع قوات الجيش ،بل ذهب بعضهم الى مطالبة الرئيس هادي بإقالة الأحمر وإحالته الى محاكمة عسكرية عاجلة.
وطالب الشيخ عبدالله العكيمي المقرب من محافظ الجوف في تغريدة على حسابه في مواقع التواصل الإجتماعي بإقالة اللواء هاشم الأحمر واحالته للتحقيق على خلفية تقدم مقاتلي الحوثي في الجوف.
العكيمي وسرقة بطولات الآخرين
يحرص اللواء العكيمي على الظهور أمام وسائل الإعلام مع كل إنجاز يحققه الجيش، للظهور أمام الرأي العام كـ بطل وقائد جمهوري صانع كل الإنجازات، في المقابل يمنع أي ظهور اعلامي للقيادات العسكرية التي تقود المعارك في الجوف.
وقالت مصادر خاصة أن العكيمي طلب من مراسلي القنوات الفضائية اخباره قبل قيامهم بأي تغطية إعلامية لسير المعارك في جبهات الجوف، وانتظار وصوله لتصويره وهو يتقدم المعارك.
من جانبه هاجم الصحفي جلال الشرعبي، محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، متهما اياه بانه يحاول صناعة بطولات جوفاء من خلال حرصه على الظهور أمام وسائل الإعلام، واحتكار البطولة لنفسه، بعد أن قام بطرد قائد المنطقة العسكرية السادسة وقائد المحور، وتعيين اولاده قادة ألوية.
واختتم الشرعبي حديثه بالقول: القائد الذي يظهر بالمعركة وبجانبه مجموعة مسلحين بزي قبلي لا تراهنوا عليه، في إشاره لحرص العكيمي إبراز دور القبيلة على حساب الجيش.
السعودية والعكيمي ونفط الجوف.
كشفت وسائل إعلامية غربية عن مؤسسات دولية متخصصة في الإستكشافات النفطية، احتواء محافظة الجوف على مخزون نفطي كبير، قد يجعل اليمن في صدارة الدول المنتجة للنفط، في حال قررت الحكومة اليمنية التنقيب عنه.
واضافت تلك الوسائل الإعلامية أن الحكومة اليمنية في عهد الرئيس السابق طلبت من شركات أمريكية القيام بإجراء بحوث لاستكشاف منابع النفط في اليمن، واصدرت تلك الشركات تقرير مفصل عن احتواء محافظة الجوف على مخزون نفطي كبير، وسلمت التقرير لرئيس الجمهورية وقتها علي عبدالله صالح، وبدوره وجه شركة النفط القيام بإجراءات التنقيب عن النفط، الا أن الخبر وصل الى السلطات السعودية التي مارست ضغوطات على الرئيس صالح والحكومة اليمنية وقدمت رشوات لتلك الشركات والمسئولين اليمنيين لتوقيف مشروع التنقيب في الجوف وإخفاء التقرير، وهو ما حدث بالفعل.
وبعد سقوط نظام علي عبدالله صالح عادت آمال اليمنيين بقيام الحكومة اليمنية بالتنقيب عن النفط، ومعها عادت هواجس الجار السعودي، وجاءتها الفرصة في عام 2016 بعد تدخلها العسكري وسيطرتها على القرار اليمني، وبالتالي قامت بفرض العكيمي محافظا للجوف ، واجبرت الرئيس هادي على توقيع القرار، فهي تراهن على الشيخ القبلي الأكثر ولاء لها للقيام بعرقلة أي مساعي حكومية للتنقيب عن النفط في المحافظة التي تقول تقارير دولية أنها تحتوي على مخزون نفطي كبير قد يتجاوز العدد الذي تنتجه السعودية، وهو ما تراه المملكة خطر عليها وعلى نفوذها، فاليمن الفقير التابع للسعودية في كل شيء، سيتحول الى بلد غني يملك قراره المستقل وسيادة دولته.