عربي ودولي
اسماعيل هنية بمسقط للتعزية والسلطان الجديد في استقباله...ما دلالة الزيارة؟
وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إلى العاصمة العمانية مسقط، للتعزية بوفاة السلطان قابوس بن سعيد، في زيارة تعتبر الأولى من نوعها.
وضم الوفد إلى جوار هنية أعضاء من المكتب السياسي لـ"حماس"، نزار عوض الله، وحسام بدران، وعزت الرشق.
وقالت الحركة، في بيان وصل "عربي21" نسخة عنه، "استحضر هنية مواقف السلطان قابوس رحمه الله في مختلف المراحل والمحافل في دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".
وقدم رئيس الحركة والوفد المرافق له "التهاني للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد على الثقة وتوليه قيادة السلطنة".
وأكد هنية خلال لقائه مع السلطان هيثم بن سعيد على أن "الشعب الفلسطيني سيبقى على العهد، محافظا على القدس والأقصى والمقدسات، متمسكا بحقوقه وثوابته الوطنية".
من جهته أعرب السلطان عن شكره لهذه الزيارة، مؤكدا استمراره على نهج السلطنة في الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، بحسب بيان "حماس".
دلالات الزيارة
وعلق الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، على الزيارة بالقول: "لا شك أن زيارة هنية لمسقط تعتبر اختراقا للموقف الخليجي"، منوها إلى أن "سياسة مسقط كانت دائما بعدم الاصطفاف في ظل التقاطب بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، والتي تعد قضية التعامل مع حركات الإسلام السياسي إحدى نقاط الخلاف بينها".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار المدهون إلى أن استقبال رئيس الحركة من قبل الحاكم الجديد للسلطنة يعتبر "إنجازا سياسيا لحماس وخطوة متقدمة في تعزيز العلاقات بين الجانبين".
ويضيف: "حماس باتت تمتلك أوراقا قوية في العلاقات الخارجية، خاصة مع علاقتها بقطر وإيران وتركيا ودول أخرى".
وقال: "اليوم مسقط بهذا الاستقبال هي تفتح الأبواب لعلاقات ممتدة بين الطرفين، وهي بداية جيدة وقوية لحاكم عمان رغم الجدل السياسي داخل الدول الخليجية".
ومن وجهة نظره "تعتبر الزيارة كسرا للحصار السياسي المفروض على "حماس"، ويمكن استثمار الزيارة والبناء عليها، وهي رسالة أن "حماس" باتت عنصرا تمثيليا للشعب الفلسطيني، وتُستقبل من قبل رؤساء الدول".
وحول تأثير الزيارة على علاقة السلطنة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، قال المدهون: "ليس شرطا أن يكون هناك تغيير سياسي من قبل السلطنة تجاه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الموقف باستقبال وفد حماس أحدث توازن".
وتابع: "هي رسالة واضحة عن دعم عمان لحق الشعب الفلسطيني، وإن كان هناك متطلبات سياسية داخلية لدى السلطنة تدفع بعلاقات مع الاحتلال".
وأردف قائلا: "من المبكر الحديث أن هناك تراجع بين السلطنة والاحتلال، وحماس لم تجعل هذا شرطا للعلاقة مع عُمان، هي تريد تطوير العلاقة معها ومع الحاكم الجديد للسلطنة".
وقال: "عُمان دولة لها احترامها وتقديرها في المنطقة، وتقوم بدور سياسي واضح لدى جميع الأطراف".
وأوضح: "حماس لها علاقات مع بعض الدول التي لها علاقة في المقابل مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا لا يكون عائقا طالما أن السلطنة ستدعم الحركة وسيكون لها علاقة جيدة معها".
تجدر الإشارة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد نفذ زيارة غير معلنة للعاصمة مسقط، التقى خلالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد في الـ25 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
واحتفى نتنياهو بالزيارة وقال إنها "تشكل أول لقاء رسمي يعقد بهذا المستوى منذ عام 1996"، وأوضح أنها جاءت نتيجة "اتصالات مطولة أجريت بين البلدين".
ولقيت الزيارة آنذاك تنديدا واسعا من قبل الفصائل الفلسطينية والأوساط الشعبية، وحذروا من "التطبيع" العربي الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي.