كيف وصل القسام إلى قواعد إسرائيل السرية في طوفان الأقصى وكيف خدع جيش الاحتلال

ما زالت إسرائيل مصدومة من بعض تفاصيل عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها وصول حماس لقواعد استخباراتية سرية، وتعطيلها لشبكة الإنذار الإسرائيلية الأمر الذي أخَّر رد الاحتلال لفترة طويلة.

 

تقرير لموقع Ynet الإسرائيلي عرض لما تكشَّف من إخفاقات للجيش الإسرائيلي والتي يعتقد أن بعضها ما زال موجوداً، وكيف تمكنت حماس من اختراق التحصينات الدفاعية الهائلة حول غزة وتعطيل أجهزة الرصد والإنذار الإسرائيلية والوصول لقواعد استخباراتية سرية.

 

واحدة من "أكبر قواعد التجسس في العالم"

في سبتمبر/أيلول 2010، نشر فريق من مجلة Le Monde Diplomatic الفرنسية تحقيقاً حول إحدى المنشآت السرية للجيش الإسرائيلي. وذكرت المجلة المرموقة أن هذه المنشأة هي واحدة من "أكبر قواعد التجسس في العالم"، وشرحت بالتفصيل حجمها وقدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية وأهميتها وسرية إحدى قواعد الوحدة 8200. اعدة، كما وصفتها المجلة، تسمى "يركون"، وتقع بالقرب من منطقة أوريم في الجنوب. تمارس القاعدة التجسس على الفلسطينيين وتحاول اكتشاف خططهم للإضرار بإسرائيل والجيش الإسرائيلي. 

 

في صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول، قام العشرات من فرقةٍ للنخبة التابعة لحماس بمداهمة أهداف مختلفة في محيط غزة والجنوب، فيما أطلقت عليه المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى.

 

كان لدى هذا الفريق معلومات استخباراتية شاملة وخرائط ومركبات واتصالات وتسليح ووسائل أخرى، علاوة على وجهاتهم المحددة سلفاً. كانت فرقة المقاومة مؤلفة من عشرة عناصر تابعين لحماس توغلوا على متن خمس دراجات نارية في عمق الجنوب بعيداً عن السياج المخترق واقتحموا القاعدة. 

 

كيف حصلوا على تفاصيل تصميم القاعدة؟

وفي الفيديو الذي سجله مقاتلو حماس للهجوم، يظهرون وهم يصلون إلى القاعدة، ويتضح من ذلك عمق جمعهم للمعلومات الاستخباراتية. يعرف مقاتلو حماس وجهتهم إلى القاعدة السرية من بين قواعد عدة في المجمع، ثم ينتقلون إلى البوابة الخلفية للقاعدة، ويفجرونها، ويدخلون ويفتحون النار على الجنود الإسرائيليين. 

 

ثم يبحثون عن مخبأ القاعدة، ويُظهِر أحد المقاتلين صورةً من الفضاء للقاعدة، وبحسب الخبراء الذين فحصوا الفيديو، فهي صورة مدنية التُقِطَت عبر الأقمار الاصطناعية ويسهل الحصول عليها نسبياً. لكن بالطبع كان من الضروري فك شفرات الصورة ومقارنة المباني الظاهرة فيها لتحديد القاعدة السرية ومخبئها. 

 

وصلوا لقاعدة خطأ، ولكن استفادوا من الموقف وكانت لديهم معلومات دقيقة

وفي رده بعد نشر الفيديو، قال مسؤول استخباراتي كبير في إسرائيل إنه في ضوء النتائج الميدانية والمواد التي ظهرت في التحقيقات، يمكن تقدير أن فرقةً تابعة لحماس كانت تنوي اقتحام الوحدة 8200 في الجنوب. ومن بين العناصر التي عُثِرَ عليها يضاً خريطة للقاعدة كانت في أيدي عناصر الفرقة الذين قضوا نحبهم في الهجوم. من الواضح أن أعضاء الفرقة الفلسطينية قرأوا نفس الخريطة بشكل غير صحيح، وبالتالي اقتحموا عن طريق الخطأ قاعدة قريبة، وهي جزء من مجموعة القواعد الموجودة هناك. وبحسب المصدر، فإن وحدة 8200 لم تُختَرَق، بل القاعدة المجاورة لها، وبالتالي لم يحدث تسريبٌ لأي مادة سرية تابعة للوحدة 8200، حسبما نقل الموقع الإسرائيلي.

 

واصلت الفرقة التابعة لحماس الأداء المذهل الذي صدم المسؤولين الإسرائيليين. 

 

في نهاية المعركة في القاعدة، عندما مر المقاتلون أمام مكتب قائد إحدى الفرق، عرفوا كيف يصلون إلى هذا المكتب، وأطلقوا النار ثلاث رشقات نارية مركزة على الباب على ارتفاع محدد، وكأنهم يعرفون هيكل الغرفة، ويعرفون مكان جلوس القائد. عندما دخلوا إلى الداخل، كانوا مُحدَّدين بشدة في ضرب النار على باب جانبي، وهو باب غرفة نوم القائد. 

 

كان ذلك القائد في الميدان آنذاك، ولكن من الواضح أنه حتى في الهجوم على القاعدة، كان لدى عناصر حماس معلومات استخباراتية دقيقة للغاية. 

 

عملية طوفان الأقصى فشل لمجمع الاستخبارات الإسرائيلية بأكمله ولفرقة غزة

لقد فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية بأكمله، حتى القيادة الجنوبية وفرقة غزة، فشلاً ذريعاً في عملية طوفان الأقصى، وكانت عواقبه ثقيلة بشكل لا يُحتَمل. أكثر من 1300 قتيل وآلاف الجرحى، ومئات الأسرى والمختطفين والمفقودين، وصدمة ستستمر لأجيال في إسرائيل. 

 

كان الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس نتيجة لسلسلة طويلة من الإغفالات الإسرائيلية: العمى الاستخباري الكامل، والنظام الدفاعي المخترق، والرضا الزائد عن النفس الذي غذى النظام بأكمله. وهذا أيضاً نتيجة الإدمان الإسرائيلي على الشعور بالتفوق العسكري والاستخباراتي والتكنولوجي، والتفسير الخاطئ من الأساس لنوايا حماس حتى فات الأوان

 

 

سوف تُجرَى المزيد من التحقيقات لمحاولة فهم كيف وضعت حماس خطة الهجوم، وكيف هاجمت إسرائيل، وسوف تُكشَف المزيد من التفاصيل. ولكن يقول موقع Ynet الإسرائيلي: "مع ذلك، كان من المهم تقديم صورة لكل ما هو معروف حتى الآن عن هذه الإغفالات، بما في ذلك سلسلة من الاكتشافات الجديدة، لسبب رئيسي واحد: أن بعض الإغفالات لا تزال موجودة. ومن الأهمية بمكان الالتفات إلى هذه الإخفاقات، حتى أثناء الحرب". 

 

ويعرب الموقع عن أمله أن يُلتَفَت إلى ذلك عندما تتوقف المدافع عن الهدير، مشيراً إلى أنه ستجلس لجنة التحقيق الحكومية للتحقيق في كل هذا في 23 أكتوبر/تشرين الأول. 

 

حماس اخترقت اثنين من ثلاثة مفاهيم وضعتها إسرائيل للتصدي للمقاومة

إن مفهوم الدفاع ضد حماس، والذي تأسس بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كان يرتكز على ثلاث ركائز: القبة الحديدية، والتفوق الاستخباراتي، وتحصين خط الحدود.

 

لقد انهار المحوران الثاني والثالث في 7 أكتوبر/تشرين الأول كبيتٍ من ورق، حسب وصف الموقع الإسرائيلي.

 

أحد العناصر الأساسية التي شكلت مفهوم الجيش الإسرائيلي لمواجهة المقاومة في قطاع غزة هو "العائق". 

 

وحطمت الجدار المحيط بغزة والذي تكلف 3.5 مليار دولار

استثمرت المؤسسة العسكرية، بتوجيه من قيادة الحكومة، ما يقرب من 3.5 مليار دولار في بناء المشروع، وهو جدار علوي وتحت الأرض لسد أنفاق حماس الهجومية بشكل محكم، تلك الأنفاق التي أثبتت خطورتها خلال عملية "الجرف الصامد". 

 

ومع ذلك، تبين أن المشروع، الذي استمر لثلاث سنوات ونصف وانتهى في يناير/كانون الثاني 2021، كان مشروعاً هزيلاً. 

 

ومن المفارقة أن استكماله هو الذي أجبر حماس على التخلي عن الأنفاق الهجومية وتبني هجوم جديد. علاوة على ذلك، فإن مجرد وجود ذلك "العائق" والإعلانات المتكررة عن قدراته زاد من تهاون الجيش الإسرائيلي. 

 

ومع اعتماد هذا النظام، تقلص جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته على حدود غزة، ونقلها إلى مناطق أخرى. 

 

غطى الجيش الإسرائيلي الجدار بمجموعة متنوعة من إجراءات المراقبة والتدابير التكنولوجية، المصممة لمنع اختراق الحدود أو أي اقتراب منها. وشملت هذه التدابير كاميرات متطورة وبالونات مراقبة وأجهزة استشعار ورادارات من مختلف الأنواع. 

 

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الوسائل التكنولوجية المنتشرة حول الجدار ستكون كافية لصد هجمات حماس دون الحاجة إلى نشر قوات عسكرية كبيرة في المنطقة الحدودية نفسها. في الواقع، روج الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لمشروع "حديقة الحيوان"، الذي تغيَّر لاحقاً إلى مشروع "حدود ذكية وقاتلة"، والذي كان هدفه النهائي هو تحويل السياج الحدودي إلى مساحة تسيطر عليها الطائرات المسيَّرة والمراقبون بشكل كامل، هذا إلى جانب الروبوتات المسلحة من نوع "جاغوار" التي تعرف كيفية القيام بدوريات في المنطقة بشكل مستقل وإحباط عمليات التسلل. 

 

لم يدخل المشروع حيز التنفيذ بعد، لكنه يعبِّر بوضوح عن نهج الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن الحدود، ذلك النهج المتمثل في الحد من المخاطر التي يتعرض لها جنود الجيش الإسرائيلي، وخاصة تقليل عدد المقاتلين اللازمين لحماية خط الحدود والمستوطنات المحيطة بغزة. واعترف الجيش نفسه بأن أسلوب الدفاع المبتكر يجب أن يحرر القوى البشرية من أجل القيام بمهام أخرى. 

 

طائرات حماس حطمت هوائيات الاتصال والكاميرات وأسقطت بالونات المراقبة

لكن عملية طوفان الأقصى أثبت هشاشة هذه التكنولوجيا. فجرت حماس طائرات مسيَّرة مفخخة، مما أدى إلى تدمير هوائيات الهواتف المحمولة في الكاميرات وأنظمة إطلاق النار عن بعد، وتعطيل العديد منها. وزعمت حماس أن 35 طائرة مسيَّرة شاركت في الهجوم، بما في ذلك طائرة زواري الانتحارية المسيَّرة. كان الهدف من العديد منها تفجير أو إسقاط متفجرات على وسائل المراقبة لأنظمة إطلاق النار. 

 

الحدث الآخر الذي ساعد حماس بلا شك في هجومها هو إخراج ثلاث بالونات استخباراتية من الخدمة، وقد كانت هذه البالونات تحلِّق بانتظام في الهواء أمام قطاع غزة وتوفر الغطاء للأجزاء الشمالية والوسطى والجنوبية. في الأسابيع التي سبقت الهجوم، سقطت البالونات الثلاثة واحدة تلو الأخرى، دون أن يصلح الجيش الإسرائيلي الأمر. ولم يشتبه الجيش الإسرائيلي حينها في أن سبب سقوطها هو حماس، بل عطل فني. ولم يتمكن الجيش أيضاً من زيادة مجموعة عمليات المراقبة بوسائل بديلة أو قوات إضافية يمكن أن تقدم إجابة مختلفة. 

 

هذا جعل الإنذارات المرسلة فرقة غزة قليلة ومتباعدة بينما مقاتلو حماس يتقدمون

كانت نتيجة ذلك هي العمى شبه الكامل الذي أصاب وسائل المراقبة أثناء الهجوم، وبالتالي كانت التحذيرات المرسلة إلى مقر فرقة غزة قليلة ومتباعدة.

 

في هذا الوقت، كان هناك بالفعل مقاتلون تابعون لحماس داخل القواعد القريبة من السياج، وهناك عرفوا كيف يذهبون بالضبط إلى المكان الذي يوجد فيه الكابلات الكهربائية والاتصالات والهوائيات، ويقطعونها أو يحرقونها. 

 

كان من الممكن أن تكون الأساليب الدفاعية المتنوعة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود أكثر فاعلية، لو أن أفراد فرقة غزة تلقوا تحذيراً استخباراتياً حول نوايا حماس في وقت مبكر. 

 

لماذا لم تفهم إسرائيل نوايا حماس رغم أن التدريبات كانت تقام بشكل علني؟

وقال مسؤول في المنطقة الجنوبية للشاباك مؤخراً إنه في الأشهر التي سبقت الهجوم، كان هناك شعور بأن التغطية الاستخباراتية لحماس كانت في الواقع في ذروتها. وبعد اندلاع القتال، اعترف المصدر نفسه بأنه شخصياً لم يكن لديه أي فكرة عن أن حماس تخطط لمثل هذا الهجوم الكبير في الوقت الحالي. 

 

وبالفعل، كتب رئيس الشاباك رونان بار إلى موظفي الجهاز في بداية الأسبوع قائلاً: "للأسف، لم نتمكن يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول من إصدار تحذير كافٍ يسمح بإحباط الهجوم". وأضاف: "المسؤولية تقع على عاتقي". 

 

ووفقاً لمسؤول كبير سابق في وحدة 8200، هناك عامل آخر لم يُحدَّد بعد للفشل الاستخباراتي وهو إغلاق الوحدة التابعة للقاعدة والتي تتعامل مع جمع المعلومات المرئية قبل عامين. 

 

من المهم الإشارة إلى أن التعامل مع المعلومات المفتوحة لم يتوقف بشكل كامل في وحدة 8200، بل وُضِعَت تحت إشراف آخرين، مما أضعف مع ذلك نطاق النشاط في هذا المجال. وفي كلتا الحالتين، من الممكن أن يكون تحليل المعلومات المرئية -مثل مقاطع الفيديو التدريبية لحماس التي سجلت الهجوم بدقة عالية- قد أشعل ضوءاً أحمر ينذر بالخطر. 

 

بنوا مرافق تدريب تحاكي قواعد الجيش الإسرائيلي وبعضها قريب من الحدود

في تحقيق أجرته شبكة CNN الأمريكية، أُعلِنَ هذا الأسبوع أنه خلال العام ونصف العام الماضيين، قامت حماس بتشغيل ستة مرافق تدريب على الأقل في قطاع غزة تحاكي قواعد الجيش الإسرائيلي. وأُنشِئت إحداها على بُعد بضع مئات من الأمتار من الحدود، وهي تحاكي إحدى القواعد العسكرية التي تعرضت للهجوم في غزو حماس يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول. 

 

وبحسب مقاطع فيديو حماس، فإن التدريب في المرافق شمل أيضاً ممارسة تكبيل الأيدي واختطاف الرهائن والأسرى والقتال في منطقة مبنية. ووفقاً لتقرير آخر للشبكة الأمريكية، تلقت الاستخبارات الأمريكية ثلاثة تحذيرات الشهر الماضي بأن حماس قد تلجأ إلى التصعيد. ويدعي التقرير أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التنبيهات قد شورِكَت مع الاستخبارات الإسرائيلية. 

 

الحركة تركت الجهاد وحدها في آخر معركة ضد الاحتلال

منذ عملية حارس الجدار، كانت حماس توحي بأن الوضع هادئ. لم تطلق الصواريخ، وفي الجولتين الأخيرتين من القتال تركت جماعة الجهاد الإسلامي وحدها في المعركة. وفي إسرائيل، كانوا مقتنعين بأن حماس تنضج، وأن احتياجات المواطنين الخاضعين لحكمها تفوق طموحاتها الجهادية، حسب تعبيرهم.

 

وقد انعكس هذا النهج أيضاً في الإحاطات التي قدمها ضباط الاستخبارات إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن. وقال مسؤول في لجنة الاستخبارات الفرعية، التي يتلقى أعضاؤها بانتظام مراجعات استخباراتية، هذا الأسبوع: "تلقينا إحاطات من الموساد والشين بيت، وكان هناك إجماع. ولم يكن لدى أي من هذه الهيئات أي مؤشرات على أي شيء مهم بالحجم الذي تعرضنا له. وكان يقال باستمرار إن حماس ليس لها مصلحة في الصراع، وهو ما تبين بعد ذلك أنه كان خطأً". 

 

وضاعفت الاحتجاجات قرب الجدار

إحدى الطرق التي اتبعتها حماس لخداع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، كانت الاحتجاجات التي بدأتها مؤخراً بالقرب من السياج الحدودي. في نهاية أغسطس/آب الماضي، بدأت العديد من الجرافات في الاقتراب من الحدود، في ما يبدو أنها محاولة لاستئناف "مسيرات العودة" التي كانت مستعرةً في العام 2018. وفي إسرائيل لم يعرفوا أن بعض هذه الجرافات ستُستخدَم في المستقبل في هجومٍ كهذا من أجل اختراق السياج الحدودي. في إسرائيل، لم يفهموا حقيقة الهدف من الاحتجاجات أمام السياج، ومن أين أتت فجأة. يقول أحد المسؤولين في الجهاز الأمني: "لم نتمكن من الفهم، في البداية تحدثوا عن السجناء الأمنيين، ثم عن العمال. بدا الأمر غريباً بالنسبة لنا. لم نتمكن من فهم ما يريدون بشكل كامل. كان كل شيء خارج السياق". 

 

كانت المظاهرات على طول السياج مصحوبة أيضاً بالقصف الإسرائيلي. وكان من بين القتلى نجل المسؤول الكبير في حماس، وائل الزرد (الذي دمر سلاح الجو منزله خلال الحرب).

 

 ومن المحتمل أيضاً أن يكون بعض القتلى الآخرين على صلة بشخصيات بارزة في الجناح العسكري لحركة حماس. على نحو غير عادي، جاءت القيادة العليا لحماس، بما في ذلك يحيى السنوار ومحمود الزهار، لزيارة عزاء بعض القتلى. إن الموقف الذي اتخذته قيادة حماس تجاه القتلى في الحادثة يدل على أن هذه الأعمال كانت منظمة من قبل حماس. ويقول الباحث في غي أفيعاد الإسرائيلية: "اليوم نفهم أن ذلك كان بمثابة ستار من الدخان لمحاصرة أجزاء من السياج وجمع معلومات استخباراتية عن المنطقة الحدودية".