تقارير
أهالي البوميسبكريتر.. مأساة التشرد مستمرة
لا تزال بعض الأسر من سكان منطقة "البوميس" بجبل الفرس في مدينة كريتر، تفترش عراء بعضا من الشوارع النائية، بعد أن شردتها مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي من منازلها عقب المواجهات المسلحة التي شهدتها أحياء الطويلة، وقامت بإحراق وتدمير المئات منها.
وتتذرع قوات الانتقالي تارة بأن هذه المنازل المبنية في منطقة البوميس، بأنها مبان عشوائية مخالفة للقوانين، وبحسب هيئة رئاسة المجلس فإن إجراءات تهجير المواطنين قسرًا من منازلهم تأتي ضمن توجهات لتثبيت الأمن في عدن، بشكل يعالج الأوضاع العامة والخدمية، في حين تتذرع قواته بأن هذه الإجراءات جاءت نتيجة دعم سكان هذه المنطقة لمسلحين تابعين للمدعو إمام النوبي قائد قوات الحزام الأمني بكريتر سابقا، والذي دخل في مواجهات مسلحة ضد قوات الانتقالي بكريتر مطلع أكتوبر الماضي.
وقامت قوات الانتقالي بإجبار سكان المنطقة على مغادرتها وشرعت في إحراق وتدمير قرابة 200 منزل ومأوى فيها متسببة بتشريد أكثر من 200 أسرة من سكان المنقطة بشكل قسري، ترك الكثير منهم في شوارع وأزقة المدينة، ودفع الآخرين إلى اللجوء لمنازل الأقارب والتزاحم فيها بشكل مأساوي، دون وضع أية حلول.
ويعتقد بعض الأهالي أن عملية تهجيرهم من منازلهم رغم قانونيتها والتراخيص الرسمية التي يملكونها لإدخال مشاريع المياه والكهرباء، تأتي للاستيلاء على المنقطة الجبلية المطلة على مدينة كريتر لتستكمل قوات الانتقالي تمركزها في أعالي الجبال المحيطة بالمدينة بشكل شبه كامل.
وتسببت هذه الانتهاكات بحالة من الفوضى في حياة سكان هذه المناطق، إذ لم يعد للكثير منها مأوى حتى الآن وبات أبنائها بعيدين عن مدارسهم لتضاف معاناة توفير المسكن إلى جملة من المآسي التي تعانيها تلك الأسر نتيجة تدهور الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار بشكل مخيف.
وحتى اللحظة، لم تبد الحكومة اليمنية أي ردة فعل تجاه عمليات التهجير القسرية التي تمارسها قوات المجلس الانتقالي تجاه أسر البوميس الواقعة أعلى جبل الفرس في الجهة المقابل لمنطقة معاشيق، مقر الحكومة اليمنية بمدينة كريتر.
واتهم المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، المجلس الانتقالي الجنوبي بارتكاب انتهاكات وعمليات تهجير قسري، وإحراق العشرات من منازل المواطنين في حي جبل الفرس بقوة السلاح.
موضحا أنه "تلقى إفادات بإبلاغ قوات الانتقالي بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عشرات الأسر بضرورة إخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة عسكرية".
وذكر أن ذلك جاء "بالتزامن مع تنفيذ عمليات هدم لعدد من المنازل التي تؤوي سكانًا محليين ونازحين بعد إخلائها قسريا".
ولفت إلى أن "جبل الفرس" يسكنه عدد كبير من النازحين من محافظتي تعز والحديدة، حيث اضطرتهم ظروف النزاع إلى النزوح من مناطقهم، وانتهى بهم المطاف بعد رحلة نزوح معقّدة إلى استئجار أو تملك بالحي، "لكنهم الآن يواجهون مصيرا مجهولا بعد قرار ترحيلهم".
ودعا المجلس الانتقالي إلى "وقف عمليات التهجير القسري فورا، واحترام الحماية المفترضة للمدنيين في قواعد القانون الدولي الإنساني".
في السياق ذاته، قالت رئيسة مؤسسة "دفاع" للحقوق والحريات هدى الصراري إنه "بعد تهجير 200 أسرة من جبل الفرس والبوميس بحي كريتر بقوة السلاح من قبل مليشيات مسلحة يتم اليوم إحراق منازلهم".
وتساءلت المحامية عبر "تويتر": "هل هذه الأعمال تحت إشراف السلطة المحلية بعدن؟ وهل المحافظ يعلم بالذي أقدم عليه مسلحو الانتقالي من تهجير قسري للأسر النازحة؟"