مجتمع مدني
صفعة مدوية.. لماذا تجاهل المبعوث الأمريكي مسؤولي (الانتقالي) خلال زيارته لعدن؟
تشهد العاصمة المؤقتة عدن حراكا دبلوماسيا دوليا بعد عودة الحكومة الشرعية إليها منذ أواخر شهر سبتمبر الماضي بعد احتجاجات شعبية شهدتها عدن على تردي الوضع المعيشي والخدمي، وغادرت الحكومة إلى الرياض منتصف مارس الماضي بعد اقتحام أنصار المجلس الانتقالي لمقر إقامتها في قصر معاشيق الرئاسي.
وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم لوثر كينج والسفيرة الأمريكية لدى اليمن بالإنابة كاثي ويستلي وصلا إلى عدن امس الاثنين في زيارة استغرقت ساعات التقيا خلالها برئيس الحكومة معين عبدالملك ومحافظ عدن احمد لملس.
وعلى الرغم من عودة جرائم الاغتيالات و السيارات المخففة عقب عودة الحكومة إلى عدن، إلا أن زيارات المسؤولين الدوليين لم تتوقف.حيث زارها كل من السفير البريطاني وبعثة الاتحاد الأوروبي أواخر أكتوبر الماضي.
وتزامنت زيارة المبعوث الأمريكي إلى عدن مع زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة تعز لتفقد اوضاع المدينة والالتقاء بمسؤوليها.
وذكرت الخارجية الامريكية "أن ليندركنغ وويستلي التقيا خلال الرحلة برئيس الوزراء، معين عبد الملك سعيد، ووزير الخارجية، أحمد بن مبارك، ومحافظ عدن ومسؤولين. حكوميين كبار آخرين وممثلين عن المجتمع المدني اليمني.
وناقش الوفد الأميركي والحكومة اليمنية خلال محادثاتهما هجوم الحوثيين على مأرب الذي يفاقم الوضع الإنساني ويعرقل السلام، وفق بيان الخارجية الأمريكية.
وبدا لافتا في زيارة المبعوث والسفيرة الأمريكية بالإنابة كاثي ويستلي عدم التقاءهما بأي مسؤول من المجلس الانتقالي، في رسالة سياسية واضحة مفادها أن واشنطن لاتعترف بالمجلس الا في إطار اتفاق الرياض الذي يعرقل الاخير استكمال تنفيذ بنود الشق الأمني والعسكري منه.
وقالت مصادر دبلوماسية إن المبعوث الأمريكي رفض طلبا من رئيس المجلس الانتقالي التقاءه خلال زيارته الأخيرة إلى عدن.
ويأتي الرفض الأمريكي الصريح منسجما مع الموقف السعودي الرافض لمشروع الانتقالي المطالب بالانفصال، والداعم للشرعية ووحدة اليمن واستقراره، وتوحيد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي.
وكانت السفيرة الأمريكية بالإنابة كاثي ويستلي قالت في أغسطس الماضي أنها لن تزور العاصمة اليمنية المؤقتة عدن الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الا بعد عودة الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
ويرفض رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي استدعاء سعوديا له لإتاحة الفرصة أمام الحكومة ممارسة نشاطها وعدم منازعتها صلاحياتها وذلك منذ شهر مايو الماضي.
الغضب السعودي الأمريكي تجدد إثر ارسال الانتقالي تعزيزات عسكرية إلى أبين للتصعيد ضد الجيش الوطني في محافظة شبوة الذي يخوض حربا ضد مليشيا الحوثي في جبهات بيحان ومأرب.
ويواجه المجلس الانتقالي اتهامات بعرقلة جهود الرياض في جنوب اليمن وتخادمه مع مليشيا الحوثي الايرانية واسقاط جبهة البيضاء عبر حصاره لمقاومة ال حميقان ومنع إمدادهم بالمقاتلين والذخيرة والسلاح منتصف شهر يوليو الماضي.
إضافة إلى تداعيات ذلك التخادم الذي ساعد مليشيا الحوثي الايرانية التقدم في جبهات بيحان ومأرب.اضافة إلى مساعي المجلس لتهديد أمن واستقرار مناطق وادي حضرموت الحدودية مع المملكة.
وكان مجلس الأمن الدولي أدان في بيان له أواخر أكتوبر الماضي الهجمات الحوثية ضد المملكة العربية السعودية، وجدد التزامه الكامل بوحدة وسيادة واستقلال اليمن.