مجتمع مدني
أحداث كريتر اللغز المحير والسؤال الذي يبحث عن إجابة! وماذا عن قرار إقالة النوبي؟
لا يزال مصير القيادي السابق في الحزام الأمني إمام النوبي غامضا، ولا يُعرف أين انتهى به المصير، بعد معركة كريتر مع قوات المجلس الانتقالي، تماما كما هو حال مدينة كريتر، التي لا تزال مسألة من يسيطر عليها غامضة وتتردد أنباء كثيرة كل نباء ينقض الآخر، ففي الوقت الذي تتحدث وسائل إعلامية تابعة للانتقالي عن إحكام قوات الطوارئ والعاصفة سيطرتها على مدينة كريتر، يقول نشطاء تابعين للانتقالي أن قوات من اللواء الخامس دعم وإسناد هي من تسيطر على منطقة الطويلة معقل إمام النوبي.
ووسط هذا الغموض وبعد اربعة أيام من انتهاء المعركة، لا يسعى الانتقالي لتوضيح الصورة، والخروج على جماهيره ببيان يكشف فيه تفاصيل ما حدث، ونتائج المعركة التي هدفت للقبض على إمام النوبي ومسلحيه، تاركين الأمر للتحليلات والتسريبات الغير معروفة المصدر والتي تتناقض بين خبر وآخر.
أين ذهب النوبي؟
تتردد أنباء تسربها وسائل إعلام تابعة للانتقالي، عن فراره إلى مدينة شقرة، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، غير أن كثير من النشطاء الجنوبيين كذبوا الرواية، مؤكدين أن إمام تم اعتقاله من قبل قوات الطوارئ، غير أن قيادات كبيرة في الانتقالي ضغطت في سبيل الإفراج عنه، ونقلته تحت حراسة مشددة إلى معسكر التحالف، الذي بدوره وفر له الحماية الكاملة.
وقال الناشط الجنوبي عبدالحميد السيد الردفاني أن قوات الطوارئ تمكنت يوم السبت الماضي من إلقاء القبض على "إمام النوبي"، وتم الإفراج عنه بضغط من القيادي في المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، وقائد قوات الدعم والإسناد محسن الوالي، وقاما بتسليمه لقائد لواء من ردفان، الذي بدوره قام بتسليمه إلى التحالف، معتبرا الرواية التي تروجها وسائل إعلام الانتقالي، عن هروبه إلى شقرة، ضحك على الدقون وخداع وتضليل للجماهير.
وقال الردفاني في بث مباشر له على صفحته بفيس بوك: معركة القبض على إمام راحت فيها جماجم، وأحرقت نصف كريتر، وبالأخير يتم الإفراج عن إمام وتسليمه للتحالف، مؤكدا أن معلوماته من مصدر رفيع في قيادة الانتقالي، وهو مسؤول عنها.
أما رئيس منظمة الراصد لحقوق الإنسان أنيس الشريك فقد قال أن تنسيقا جرى بين قيادات في الانتقالي، ومن بينهم أركان قوات الدعم والإسناد مختار النوبي، مع قيادات عليا في الشرعية، لإخراج إمام النوبي وعشرين مسلحا من جماعته إلى شقرة، ويتواجدون حاليا في شقرة.
وعن مرافقي إمام المتهمين بارتكاب "جرائم وانتهاكات إنسانية" كشف أنيس الشريك أنهم انتقلوا لمرافقة العميد مختار النوبي قائد جبهة أبين قائد اللواء الخامس دعم وإسناد، وأصبحوا المرافقين الخاصين به، ومن بينهم الصارطي/ والنوفي/ والقليع.
من يسيطر على كريتر؟!
ولا يزال الغموض أيضا يكتنف مصير المدينة والقوة التي تسيطر عليها، فبعد إعلان قوات الإنتقالي سيطرتها بشكل كامل على المدينة، يشكك نشطاء تابعين للإنتقالي عن صحة الخبر، وتؤكد أن أجزاء من المدينة تسيطر عليها قوات تابعة للعميد مختار النوبي، وترفض تسليمها للقوات التابعة للمجلس الانتقالي.
الناشط الحقوقي أنيس الشريك المقرب من المجلس الانتقالي، كشف عن سيطرة قوات تابعة للعميد مختار النوبي على حي الطويلة في كريتر، وتمنع دخول أي قوات تابعة للانتقالي اليها.
وقال الشريك في منشور على صفحته بفيس بوك": تسيطر قوات وحراسة ومدرعات مختار النوبي في مداخل وحوافي الطويلة/ كريتر، وتمنع دخول أي قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سواء كانت عسكرية أو أمنية ، وأن المنطقة تتبع القائد مختار النوبي.
اعتقالات عشوائية
قالت وسائل اعلام تابعة للانتقالي أن قوات المجلس شنت حملة اعتقالات، استهدفت الضالعين في أحداث كريتر والمسلحين التابعين لإمام النوبي، غير أن وسائل إعلام معارضة للانتقالي قالت أن الاعتقالات كانت عشوائية، وشملت العشرات من السكان والعمال من أبناء المحافظات الشمالية.
الشريك كشف في منشور على صفحته بـ"فيسبوك" عن حملة اعتقالات عشوائية كبيرة، في كريتر بتهمة أنهم أنصار النوبي، في الوقت الذي قال ان القوة التي شنت الاعتقالات العشوائية هي نفسها التي حافظت على إمام النوبي وسلمته لأيادي أمينة، بحسب وصفه.
وصباح اليوم الأربعاء قامت قوات الانتقالي باختطاف إمام أحد المساجد وولده عقب اقتحام منزلهم في حي الطويلة بتهمة التحريض على المجلس.، حيث أكدت مصادر محلية قيام مسلحي المجلس الانتقالي باختطاف الشيخ وهيب عبدالجليل إمام وخطيب مسجد الهدى في مديرية كريتر واثنين من أولاده هم " أسامة وجهاد" أثناء مداهمات واسعة شنها المسلحون على منازل في المديرية.
ولاقت عملية الاعتقالات العشوائية غضبا واسعا في أوساط النشطاء الجنوبيين، حيث سخروا منها، واعتبروها خداع للرأي العام، الذي يطالب باعتقال إمام وكشف حقيقة ونتائج ما حدث، وليس ملاحقة الأبرياء بجرم شخص تم إطلاق سراحه برضى وتواطئ من بعض قيادة الانتقالي.
الزبيدي يطيح بالنوبي ولكن!
أصدر اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي مساء اليوم الأربعاء قرارا قضى بإقالة العميد مختار النوبي من منصب نائب قائد قوات الحزام الأمني، ولكن النوبي احتفظ بمنصبين مهمين، "قائد محور أبين، قائد اللواء الخامس دعم وإسناد"، وهو ما فهم على انه ذر للرماد على العيون وامتصاص غضب الجماهير التي تصاعد غضبها بعد أحداث كريتر، ومطالبتها بكشف الحقيقة والمسؤول الحقيقي وراء نشوب هذه المعارك الدامية، والتي خلفت قتلى وجرحى وخسائر كبيرة في أملاك السكان ومنازلهم ومتاجرهم.
ويعد العميد مختار النوبي القادم من ردفان، واحدا من أهم القيادات العسكرية الموالية للانتقالي، ويملك قوة ضاربة في اللواء الخامس دعم وإسناد، حيث يعد هذا اللواء هو العمود الذي يتكئ عليه المجلس الانتقالي، وبحسب وسائل إعلام تابعة للمجلس أن لهذا اللواء الفضل في إعادة السيطرة على العاصمة عدن، في أغسطس 2019م حين فرت معظم القوات من داخلها، وكادت الشرعية أن تحكم السيطرة عليها، لولا تدخل لواء النوبي، الذي قلب المعادلة لصالح الانتقالي واستعاد السيطرة على كامل المدينة.