تقارير
القصة الكاملة لما حدث في مدينة كريتر بعدن... ومن هو إمام النوبي؟ وهل تم اعتقاله؟
لا تزال خفايا وأسباب الاشتباكات التي دارت في كريتر غامضة، وغير معروفة،.. ويبدو أن المجلس الانتقالي لا يريد أن يكشف للشعب حقيقة ما حدث، ومن يقف خلفها، وما الذي يدور في العاصمة عدن.
ويستمر الانتقالي في بيع الوهم للمواطنين، ورمي الاتهامات هنا وهناك لتتويه الرأي العام، وإشغال الشارع بأعداء وهميين، بعيدا عن الأسباب الحقيقية وراء تكرار مثل هذه الأحداث، ولا يريد الإقرار بحقيقة الوضع في العاصمة عدن، التي لا يكاد يمر شهر إلى شهرين إلا ويحدث تمرد هنا أو شغب هناك.
ماذا حدث في كريتر؟
كانت البداية بخروج احتجاجات شعبية غاضبة، في عدد من أحياء وشوارع مدينة عدن، نتيجة انهيار العملة، لكن كانت احتجاجات كريتر هي الأشد، ما دفع بالقوات التابعة للانتقالي إلى مواجهتهم، ومنعهم من الاقتراب من المنشئات ومقار الإنتقالي والبنك المركزي، وقامت باعتقال العشرات من المحتجين، وهو ما أثار حفيظة أبناء المدينة، واستغلها إمام النوبي الذي خاض في وقت سابق صراعا مع قوات الانتقالي، التي قامت بانتزاع معسكر عشرين وإدارة شرطة مديرية كريتر.
وقبل يومين أعلنت قوات الانتقالي اختطاف أحد ضباطها من مدينة كريتر، ليتضح فيما بعد أن إمام النوبي هو من قام باختطاف الضابط ليقايض به المختطفين على ذمة الاحتجاجات الأخيرة، وهو ما دفع بقوات الانتقالي لشن حملة أمنية لمداهمة مناطق تمركز المسلحين التابعين لإمام النوبي، في كريتر، وتجريدهم من كل قوتهم، غير أن القوة التابعة للانتقالي ووجهت بمقاومة شديدة من القوة التابعة للنوبي، لتخوض القوتين اشتباكات عنيفة لأكثر من 20 ساعة، ما أدى لسقوط العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين ومن المدنيين.
في شوارع وأحياء كريتر دارت اشتباكات عنيفة، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة والعربات المصفحة وقذائف الهاون والـRBG والـ المضاد 23 والدوشكا، وأحرقت منازل ومحال تجارية نتيجة استهدافها بالقذائف وأسلحة الدوشكا، إضافة إلى سيارات المدنيين وعددا من الأطقم والعربات العسكرية.
من هو إمام النوبي؟
إمام النوبي هو أحد القادة العسكريين التابعين للمجلس الانتقالي، قبل أن يختلف مع فريق من القوات التابعة للانتقالي، ويعلن تمرده عليها، وكان أحد قادة الحزام الأمني ومدير شرطة كريتر سابقا، وقائد معسكر عشرين، وهو الأخ غير الشقيق للقيادي في المجلس الانتقالي قائد جبهة أبين قائد اللواء الخامس دعم وإسناد العميد مختار النوبي.
ويرتبط النوبي بعلاقات كبيرة مع قيادات في الانتقالي، وأبرزهم الشيخ هاني بن بريك، وقائد ألوية الدعم والإسناد محسن الوالي، وهو أخ غير شقيق لمختار النوبي، ووجهت له اتهامات بارتباطه بعلاقة مع السفير السعودي آل جابر وقائد قوات التحالف في عدن، وبتلقيه دعما سعوديا بعيدا عن الانتقالي.
مؤخرا اتهمه نشطاء في المجلس الانتقالي بالوقوف خلف الكثير من عمليات القتل والانتهاكات، ولعل أبرزها مقتل الشاب أمجد عبدالرحمن وعمر باطويل اللذان قتلا بتهمة الإلحاد عام 2016م في عدن.
وغير بعيد وجهت وسائل إعلام تابعة للانتقالي تهمة انتماء النوبي للقاعدة، وتوفير الحماية الكاملة لعناصر التنظيم في كريتر، وهو ما لم يثبت عليه حتى الآن، ولم تتبنى الرواية أي جهة مسؤولة.
ضحايا الاشتباكات
قالت مصادر إعلامية أن الاشتباكات خلفت 6 قتلى وجرح أكثر من 60 آخرين بينهم مدنيين.
ومن بين الضحايا برزت أسماء كبيرة من الطرفين وأبرزهم عواد النوبي شقيق إمام وقائد كتيبة في اللواء الخامس دعم وإسناد، وإصابة شقيقه علي النوبي" قائد لواء في قوات الصاعقة"،... ومن قوات الانتقالي علي شكري الكازمي وخالد عسكر الضالعي، والجرحى أركان الكتيبة الأولى في قوات العاصفة عمران الشعيبي، وقائد الحزام الأمني جلال الربيعي ووجدان احمد سعيد قائد الطوارئ في صلاح الدين والجندي صالح الشعيبي وقائد الطوارئ في كريتر محمد الضالعي، وآخرين.
وعلى صعيد متصل تعرضت عدد من المنازل والمحال التجارية للقصف والاستهداف، ما أدى لاشتعال الحرائق في عدد منها، إضافة إلى عدد من سيارات المواطنين التي احترقت نتيجة الاشتباكات.
هل تم اعتقال النوبي؟
تتواتر الأنباء عن مصير إمام النوبي، بعد توقف الاشتباكات، حيث تتحدث وسائل إعلام تابعة للانتقالي عن اعتقاله، وهو ما ينفيه نشطاء بارزين في الانتقالي، حيث اتهم بعضهم قيادات في الانتقالي بالتستر وتوفير الحماية للنوبي، بينما هاجم آخرين قائد التحالف في عدن، واتهموه بإخراج النوبي من كريتر إلى معسكر التحالف لحمايته.
مصادر أخرى تقول أن النوبي لا يزال متحصنا في جبال الطويلة بكريتر، بعد أن دفع مختار النوبي بقوة عسكرية إلى كريتر، للفصل بين إمام والقوات التابعة للانتقالي، حيث تقول المصادر أن قوات من اللواء الخامس دعم وإسناد، هي من تسيطر على المناطق المحاذية للطويلة، وتفرض حزاما فاصلا بين منطقة تمركز "إمام النوبي" وقوات الطوارئ والعاصفة اللتان حاولتا الوصول إلى المكان الذي يتحصن فيها "النوبي"..
ولا تزال كل تلك الأخبار مجرد إشاعات لم يتم نفيها أو تأكيدها من أي جهة رسمية، ولا يزال مصير النوبي غامضا وغير معروف حتى الآن.