ليس هنالك قبحًا وفظاعة تضاهي جريمة إحراق خيمة نازح أو إهانة كرامة انسان . يا هؤلاء ابحثوا عن بغيتكم في هويات الساسة ، من سكنة القصور وليس القبور ، فهؤلاء هم من يخطط وينفذ ويمول الإغتيالات والإرهاب ..
كفوا أيديكم عن إهانة البسطاء من النازحين المشردين ، وفروا لهم المكان الآمن ، خففوا عنهم المأساة ، أفعالكم دلالة نبلكم وعدالة قضيتكم ..
كفوا عن تبرير هذه الانتهاكات ، فإين وجدت ينبغي أن تدان وتستنكر ، لا فارق هنا بين عدن وصنعاء وتعز ومأرب وشبوة والضالع وأبين وووالخ
كفاية كذب وتضليل وعنصرية وبغُض ، فهذه الممارسات لا يفعلها إنسانًا سويًا ؛ إنَّها لا تقيم وطنًا أو تجسِّد عدالة ، فجميعها جرائم تستوجب الإدانة والرفض والعقاب ، لا الفخر والإعتزاز مثلما هو فعل كل غبي وجاهل متعصب ..
إحراق خيمة نازح أو إهانة كرامة إنسان أسوأ بكثير من جريمة حرب ، فالحرب وأن طال أمدها ستنتهي يومًا ، بينما العبث في روح الإنسان وكرامته يبقى ويدوم ، فلن يموت أو يغفره صاحبه ..
أريد ولو لمرة واحدة محاكمة اللصوص ، وبمعاقبة القتلة وتجار العملة والسلاح الذين أحالوا حياتنا إلى خوف ورعب وإرهاب وظلام دامس وجوع وجوائح أمراض ، فتشوا عنهم ، اعلنوا عن أسمائهم ، إقتلعوهم كنبتة شيطانية سامة ، مكّنوا العدالة من الإقتصاص منهم ، وبلا تأخير ، وبلا ذرائع ، وبلا أكاذيب ..
تبًا لكم إذا لم تفعلوا ! وتبًا لكم إذا لم توقفوا هذه الأفعال المشينة المخزية ! وتبًا لكم إذا لم تنتصروا للحق والدين والعدالة والكرامة والإنسانية !!!!.
من يقتلكم هناك في مكان آمن ؟ من يروع اطفالكم ونساءكم ليس ذاك النازح أو الباحث عن لقمة العيش ؟ من يغدر بكم تعرفونهم ، كما وتعرفون من يُجنِّد ويُموّل وينفِّذ .
من يقول لكم أن الإرهاب سيتوقف وأن القتل يأتي من المخيمات ومن أوساط النازحين والمشردين فذاك اخطر سريرة واخبث ذهنية ، وحتمًا سيجلب لكم الخزي والعار ..
إنَّكم بذلك تصبّون الزيت في النَّار ، تفتحون جهنم على أنفسكم وأنتم لا تعلمون ، تثيرون العالم وتفزعونه بتصرفات حمقاكم ، وعندها ستخسرون كل شيء ، الوطن والاخلاق والقضية ..
اللهم أنني بلغت .. اللهم فأشهد
محمد علي محسن
١١ اكتوبر ٢٠٢١م