بعبع الحوثية وسلاح النفط !!
محمد علي محسن
فريق الخبراء في تقريره إلى مجلس الأمن ، صور الجماعة الحوثية وكأنها دولة مارقة لديها كل القدرات العسك...
ﻻ ﺗَﺄﻣﻠﻮﺍ ﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﺇﻧّﻬﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﺍ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻨﺎ، ﻳَﺤﺘﻘﺮُﻭﻧﻨﺎ، ﻳﺘﻠﺬّﺫﻭﻥ ﺑﺘﻌﺬﻳﺒﻨﺎ، ﻭﻳﺴﻌﺪﻭﻥَ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻭﻧﺎ ﻣﻘﻤﻮﻋﻴﻦ ﻧﺘﺴﻮّﻝُ ﺣﻘﻮﻗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑِﻬﻢ، ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺪﻭﻧﻴﺔٍ ﻣُﻔﺮﻃﺔ، ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﺷﻌﻮﺏٌ ﻭُﺟﺪﺕ ﺑﺎﻟﻐﻠﻂ، ﺷﻌﻮﺏٌ ﻫﺎﻣِﺸﻴﺔٌ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓَ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺟﺪﻳﺮﺓً ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ، ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﻗﺼﻘﺼﺔ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻳﻌﻮُﻣﻮﻥ ﺑﻼ ﻭﺟﻬﺔ، ﻣُﺠﺮّﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮِ ﺳﻮﻯ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔِ ﺗﻮﻓﻴﺮِ ﻟﻘﻤﺔٍ ﺗﺴﺪُّ ﺟﻮﻋﻬﻢ، ﺃﻭ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﺗُﻤﻜّﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ !..
ﺇﻧّﻬﻢ ﻳُﺼﺎﺩﺭﻭﻥ ﺣﻴﺎﺓَ ﺷﻌﺐٍ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ، ﺑﻜﻞِّ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﻉٍ ﻭﻭﺟﻊٍ، ﻭﻳﻤﻌﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻠﺒﻪِ ﺁﺧﺮُ ﻣﺼﺎﺩﺭِ ﺑﻘﺎﺋﻪ، ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺪّﻩُ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦُ ﺍﻟﻤﻌﺬﺏ، ﻟﻘﺪ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖْ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻮﺍﺭﺙُ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺩﻓﻌﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺮﺍﺩُ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻤﻦ ﺍﺳﺘﻨﺠﺪﺕَ ﺑﻬﻢ ﻟﻴُﻨﻘﺬﻭﻙ ﻳﻮﻣًﺎ، ﻳُﺮﺍﺩ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕَ ﻣﺘﻌﻔﻨًﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻚ، ﺗﺨﻨُﻘﻚ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔُ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎﻓﺬِ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺣﻮﻟﻚ؛ ﻓﻲ ﺍﺳﻮﺃ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺑﺴﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ، ﻭﻳﺮﺷﺢُ ﻣﻌﻬﺎ ﺟﺴﺪﻙ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞِ ﻣﺴﺘﻨﻔﺪًﺍ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺮﺍﺩُ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ !! ﻣﻌﻄﻮﺑًﺎ، ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻼ ﺭﻭﺍﺗﺐٍ ﻟﺨﻤﺴﺔِ ﺃﺷﻬﺮٍ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ، ﻭﺗﻌﻴﺶُ ﻓﻲ ﻭﺿﻊٍ ﻣﺰﺭٍ ﺗﻀﺨّﻤﺖْ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔُ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﺣﺎﻝٍ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺭﻳﺦِ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻏﺎﺋﺒﺔ 18 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻲ ﻛﺎﺭﺛﺔٍ ﻭﺟﻮﺩﻳّﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ، ﺃﺷﺮﻓﺖْ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔُ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ، ﺗﻬﺪﻑُ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﻳﻒِ ﻛﺮﺍﻣﺔِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﻜﻞِّ ﻗﻨﺎﻋﺔٍ ﻭﺭﺿﻰ ﺗﺎﻡ ﻣﻨﻬﺎ !..
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺒًﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴًّﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳُﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘَﻔﺰ، ﻭﻳﺸﺮﺡُ ﻇﺎﻫﺮﺓَ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭِ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔِ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳَﻨﺘﻘﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔِ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ . ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻔﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔِ ﺗُﺸﻐِﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﺤﻴﺢِ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻌﻤﺪﺓً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻟﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻛﺎﺕِ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﻭﻗﺖٍ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳُﺆﻛﺪُ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﺎﻫﺮﺓُ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭٍ ﺭﺍﺳﺨﺔٍ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎﻡ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙُ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩٌ ﺗﺄﺭﻳﺨﻲٌّ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩُ ﻟﻌﻘﻮﺩٍ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻜﺒﺮُ ﻭﻳﺘﻤﺪّﺩُ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡِ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻣﺸﻮّﻫﺔ ﻭﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ !..
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻃﺮﺍﻑَ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﺣﺪُﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺚِ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺤﻖُ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺑﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻳﺘﺤﻤّﻼ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ، ﻭﺧﺬﻻﻧﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻜﺸﻔﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﺍﻋﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ " ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻣﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﻣﻌﻨﺎ !..
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ، ﻣﺘﻰ ﺗﺜﻮﺭ .. ؟ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﺣﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺿﺪ ﺍﻟﻜﻞ، ﻓﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﻴﺪﻙ، ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺗﺨﺮﻳﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ . ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺼﺎﻟﺢُ ﻣﻊ ﺟﺮﺣﻚ، ﻛﻴﻒَ ﺗﻨﻈﺮُ ﻓﻲ ﻋَﻴﻨﻲّ ﺍﻣﺮﺃﺓٍ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊَ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ ﺛﻤﻦَ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ . ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﺪﺍﻋﺐُ ﻃﻔﻠَﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊَ ﺃﻥّ ﺗﻤﻨﺤَﻪُ ﺛﻤﻦَ ﻟﻌﺒﺔٍ ﺯﻫﻴﺪ .. ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻌﺪُ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗِﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻈُّﻠﻤﺔ ﺗﺄﻛﻞُ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓُ ﺟُﻠﻮﺩﻛﻢ ﻭﻻ ﺗُﺤﺮّﻙ ﺳﺎﻛﻨًﺎ .. ؟
ﺃﺧﻴﺮًﺍ، ﺗﻐﻮﺭُ ﺭﺟﻮﻟﺘَﻚ ﺣِﻴﻦ ﺗَﻔﻘﺪُ ﺷﺮﻭﻁَ ﺍﻋﺎﻟﺘﻚ ﻷﺳﺮﺗﻚ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺗﻈﻞُّ ﺻَﺎﻣﺘًﺎ، ﺗﺒﺪﺃ ﻛﺮﺍﻣَﺘﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞِ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻘﺒﻞُ ﺍﻻﻫﺎﻧﺎﺕِ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓِ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳُﺶَ ﻣﻊ ﺍﻟﺠُﺮﺡِ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮُ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺤﻴﺎﺩٍ ﻳُﺤﻮﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺋﻦٍ ﻻ ﻳﻤﺜﻞُ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ .