ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﻨﺴﻴﺔ ..

صفحة الكاتب

ﺃﺳﺄﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﺳﻬﻢ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻮﺟﻮﻡ ﻭﻳﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﻡ ؟ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻛﺎﺛﺮﺓ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺍﺑﻴﻦ ﺷﻬﺎﺩﺓ ، ﻭﺟﺜﺎﻣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻰ ، ﻭﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺗﺸﻴﻴﻊ ﺑﻠﻴﺪﺓ ، ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻧﺎﺯﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﺂﻗﻲ ﺛﺎﻛﻠﺔ ؟؟؟ . ﻧﺰﻳﻒ ﻳﻮﻣﻲ ﻭﻓﻲ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﻋﺪﺓ ؛ ﻓﻘﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺑﻴﻦ ﺷﻬﺎﺩﺓ ، ﻭﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺧﻤﺴﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺍﻟﺜﺮﻯ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻭﺻﻠﺖ ﺟﺜﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﺑﻴﻦ ﻭﻋﺪﻥ ﻭﻟﺤﺞ ﻭﺷﺒﻮﺓ .

ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻫﻘﺔ ﻭﺑﻼ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺃﻭ ﺩﺭﺏ ﺑﻴِّﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺒﺘﺪﺍﻩ ﻭﻣﺆﺩﺍﻩ ؛ ﻓﻼ ﺗﺤﺮﺭ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻴﺘﻪ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﻭﺍﺯﻣﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﺷﻴﺎﻋﻬﻢ .

ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺑﻘﻌﺔ ﻗﻔﺮﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﻣﻨﺴﻴﺔ ﺇﻟَّﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺯﻧﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤُﻬﺞ ﺍﻟﻤُﺰﻫﻘﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﻔﺮ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﻮﻥ ﻭﺍﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ .

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻮﺟﻊ ﻫﻮ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻻ ﺗُﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﺍﻟﺒﻮﺍﺳﻞ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﻭﻳﺒﺮﺯﻭﻥ ، ﻓﻘﻂ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺭﻭﺍﺣًﺎ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﺃﻭ ﺩﻣﺎﺀً ﺗﺨﻀﺐ ﺍﻟﺜﺮﻯ ، ﺃﻭ ﻣﺂﺗﻢ ﺗﺸﻴﻴﻊ ﺳﺆﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﻭﻋﻮﺩ ..

ﻧﻌﻢ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗُﺬﻛﺮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻏﻴﺮ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺁﻟﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻭﺿﺦ ﻭﺣﺸﺪ ﻭﻣﻮﺕ ؟ .

ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣُﺮَّﺓ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻮﺍﻟﻊ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻭﻟًﺎ ، ﻭﺗﺎﻟﻴًﺎ ﺿﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻭﺩﻭﻧﻤﺎ ﺗﻤﺎﻳﺰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻱ .

ﻓﻼ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺫﺍﺗﻬﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻋﻤَّﺎ ﺳﺎﺩ ﺃﻭ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻵﻥ ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻭﺋﻴﻬﻢ ﻣﺎﻳﺰﻭﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .

ﻓﺨﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻛﻼﺷﻴﻨﻜﻮﻑ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻆ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ ﻭﻣﺴﺘﻮﺍﻩ . ﻧﻌﻢ ، ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺎﻟﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺨﻠَّﻘﺖ ﻣﻦ ﻃﻔﺮﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺑﻤﻀﺎﻫﺎﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﺰ ﻭﻋﺪﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻭﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﻣﻀﺎﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ...

ﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﺗﺒﺠﺤًﺎ ﺍﻭ ﺗﻌﺼﺒًﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺣﺰﻧًﺎ ﻭﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺨﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻥ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻟﺠﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺍﺑﻠﻪ ، ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﺳﺘﺮﺡ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪ ﻭﺧﻠﻒ ﺩﻭﺭ .

ﻭﻻ ﺃﻟﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺣﻔﻠﺖ ﺑﺎﻻﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﻓﻼ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﺣﺴﻨﺖ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﻟﺪﻳﻬﺎ .

ﻓﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﺳﻤﻪ ﻧﻜﺮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ، ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﺕ ﻣﺮﻭﺟًﺎ ﻻﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ، ﻭﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﺧﺠﻠًﺎ ﺗﺎﺭﻛًﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻌﻠﻌﺔ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ، ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺻﺎﺭ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ .

ﻓﻼ ﺻﻮﺕ ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺩﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻧَّﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺜﻜﻠﻴﻦ ، ﻓﻤﻦ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ : ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺰﻧًﺎ ﺑﺸﺮﻳًﺎ ﻟﺮﻓﺪ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺤﺴﺐ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ - ﺃﻳﻀًﺎ - ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻃﺎﻗﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﻭﺍﻻﺣﻼﻡ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﺍﻟﺦ .

ﻓﻬﺬﻩ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﻢ ﺍﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﻮﺓ ﺍﻭ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ، ﻓﻮﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻢ ﻭﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻩ ﻭﺍﻟﻨﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻠﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ .

ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﺑﺎﺋﺴﺔ ، ﻭﺑﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﻋﺘﻴﻘﺔ ، ﻭﺑﺸﻄﺤﺎﺕ ﻭﻭﺛﺒﺎﺕ ﻭﺳﻘﻄﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻭﺟﻬًﺎ ﻣﻌﺒﺮًﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻛﻜﺘﻠﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻭﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻧﻀﺎﻟﻴﺔ ...

ﻧﻌﻢ ، ﻣﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻠﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ، ﻓﺒﺮﻏﻢ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﺲ ﺍﻟﻔﻈﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﻜﺔ ، ﺇﻟَّﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺳﻴﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﺑﻜﻮﻧﻬﻢ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻓﻜﺎﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺳﻴﺘﺬﻛﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻄﻠﻴﻌﺔ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﻭﺫﻣﺘﻬﺎ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺍﻥ ﺃﺧﻔﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ، ﺃﻭ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ..

ﺃﻣَّﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻠﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺷﻮﻫﻮﺍ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ، ﻭﺍﻫﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ، ﻭﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺭﻋﻨﺔ ﻏﺒﻴﺔ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺃﺳﺎﺀﺕ ﺑﺠﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟﻨﻀﺎﻻﺕ ﻭﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﻇﻦُّ ﺍﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﻷﺑﺸﻊ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻭﺇﺳﺎﺀﺓ ..

ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ، ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺰﺑُﻴﺪﻱ ، ﻛﻤﺎ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﺃﺑﻂ ﺷﻼﻝ ﺷﺎﺋﻊ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻌﺪﻱ ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..

ﻓﻤﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺎﺭﻛﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻊ ﺍﺑﻴﻦ ﻭﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺷﺒﻮﺓ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺠﺘﻤﻌًﺎ ﺣﺮًﺍ ﻭﻣﻨﺼﻔًﺎ ﻛﻲ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌًﺎ ﻭﺧﺎﻧﻌًﺎ ﻷﻱ ﻛﺎﺋﻦ ﻛﺎﻥ .

ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺎﺩﻱ ، ﻭﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻋﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺴﻨﻲ ؛ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻟﻦ ﺗﺸﺬ ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ، ﻓﻼ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺯﺑﺪ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﺎﺡ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻭﺃُﻫﺪﺭ ﻋﺒﺜًﺎ ، ﻭﻟﺘﻜﻦ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻬﻢ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ ..

مقالات الكاتب